Français bientôt dispo
- أخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، قال: حدثني محمد بن علي، عن حنظلة بن زكريا، عن الثقة قال: حدثني عبد الله بن العباس العلوي-وما رأيت أصدق لهجة منه وكان خالفنا في أشياء كثيرة- قال: حدثني أبوالفضل الحسين بن الحسن العلوي، قال: دخلت على أبي محمد عليه السلام بسر من رأى فهنأته بسيدنا صاحب الزمان عليه السلام لما ولد.
Français bientôt dispo
"- محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن جعفر الأسدي، قال: أحمد بن إبراهيم قال: دخلت على حكيمة بنت محمد بن علي الرضا عليهما السلام سنة اثنتين وستين ومائتين فكلمتها من وراء حجاب وسألتها عن دينها، فسمت لي من تأتم بهم، قالت فلان ابن الحسن، فسمته. فقلت لها: جعلني الله فداك معاينة أو خبرا؟ فقالت: خبرا عن أبي محمد عليه السلام كتب به إلى أمه. قلت لها: فأين الولد؟ قالت: مستور. فقلت: إلى من تفزع الشيعة؟ قالت: إلى الجدة أم أبي محمد عليه السلام. فقلت:) أقتدي ( بمن وصيته إلى امرأة. فقالت: إقتد بالحسين بن علي عليهما السلام؛ أوصى إلى أخته زينب بنت علي عليهما السلام في الظاهر، وكان ما يخرج من علي بن الحسين عليهما السلام من علم ينسب إلى زينب سترا على علي بن الحسين عليهما السلام. ثم قالت: إنكم قوم أصحاب أخبار. أما رويتم أن التاسع من ولد الحسين عليه السلام يقسم ميراثه وهو في الحياة؟"
Français bientôt dispo
وروى هذا الخبر التلعكبري، عن الحسن بن محمد النهاوندي، عن الحسن بن جعفر بن مسلم الحنفي، عن أبي حامد المراغي قال:سألت حكيمة بنت محمد أخت أبي الحسن العسكري…وذكر مثله.
Français bientôt dispo
- وقد تقدمت الرواية من قول أبي محمد عليه السلام حين ولد له: وزعمت الظلمة أنهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل. فكيف رأوا قدرة الله؟ وسماه المؤمل.
Français bientôt dispo
- وروى محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد الاشعري، عن المعلى بن محمد، عن أحمد بن محمد قال: خرج عن أبي محمد عليه السلام حين قتل الزبيري: هذا جزاء من افترى على الله وعلى أوليائه. زعم أنه يقتلني وليس لي عقب. فكيف رأى قدرة الله؟ وولد له ولد وسماه محمدا سنة ست وخمسين ومائتين.
Français bientôt dispo
- أبوهاشم الجعفري قال: قلت لابي محمد عليه السلام:جلالتك تمنعني عن مسألتك فتأذن لي في أن أسألك؟ قال: سل، قلت: يا سيدي هل لك ولد؟ قال: نعم، قلت: فإن حدث حدث فأين أسأل عنه؟ فقال: بالمدينة.
Français bientôt dispo
- وروى محمد بن يعقوب رفعه عن نسيم الخادم، وخادم أبي محمد عليه السلام قال:دخلت على صاحب الزمان عليه السلام بعد مولده بعشر ليال فعطست عنده. فقال: يرحمك الله. ففرحت بذلك، فقال: ألا أبشرك في العطاس؟ هو أمان من الموت ثلاث أيام.
Français bientôt dispo
"- وروى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي القيسي، عن سالم بن أبي حية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا اجتمع ثلاثة أسماء؛ محمد وعلي والحسن، فالرابع القائم."
Français bientôt dispo
- وروى محمد بن يعقوب بإسناده، عن ضوء بن علي العجلي، عن رجل من أهل فارس- سماه- قال:أتيت سر من رأى ولزمت باب أبي محمد عليه السلام، فدعاني من غير أن أستأذنت، فلما دخلت فسلمت قال لي: يا فلان كيف حالك؟ ثم قال: اقعد يا فلان. ثم سألني عن جماعة من رجال ونساء من أهلي. ثم قال لي: ما الذي أقدمك؟ قلت:رغبة في خدمتك، قال: فالزم الدار. قال:فكنت في الدار مع الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق، وكنت أدخل عليه بغير إذن إذا كان في دار الرجال. فدخلت عليه يوما وهو في دار الرجال، فسمعت حركة في البيت وناداني: مكانك لا تبرح! فلم أجسر أخرج ولا أدخل. فخرجت علي جارية معها شيء مغطى، ثم ناداني: أدخل فدخلت، ثم نادى الجارية فرجعت، فقال لها: اكشفي عما معك، فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه، فكشف عن بطنه، فإذا شعر نابت من لبته إلى سرته أخضر ليس بأسود، فقال: هذا صاحبكم. ثم أمرها فحملته، فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبو محمد عليه السلام. فقال ضوء بن علي: قلت للفارسي: كم كنت تقدر له من السنين؟ قال: سنتين. قال العبدي: فقلت لضوء:كم تقدر أنت؟ فقال: أربع عشرة سنة. قال أبوعلي وأبو عبد الله: ونحن نقدر إحدى وعشرين سنة.
Français bientôt dispo
- وبهذا الاسناد، عن عمرو الاهوازي قال:أراني أبو محمد عليه السلام إبنه وقال:هذا صاحبكم من بعدي.
Français bientôt dispo
- وأخبرني ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار محمد بن الحسن القمي، عن أبي عبد الله المطهري، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا قالت:بعث إلي أبو محمد عليه السلام سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان وقال: يا عمة،اجعلي الليلة إفطارك عندي. فإن الله عز وجل سيسرك بوليه وحجته على خلقه خليفتي من بعدي. قالت حكيمة: فتداخلني لذلك سرور شديد وأخذت ثيابي علي وخرجت من ساعتي حتى انتهيت إلى أبي محمد عليه السلام، وهو جالس في صحن داره، وجواريه حوله فقلت: جعلت فداك يا سيدي! الخلف ممن هو؟ قال: من سوسن. فأدرت طرفي فيهن فلم أر جارية عليها أثر غير سوسن. قالت حكيمة: فلما أن صليت المغرب والعشاء الآخرة أتيت بالمائدة، فأفطرت أنا وسوسن وبايتها في بيت واحد، فغفوت غفوة ثم استيقظت، فلم أزل مفكرة فيما وعدني أبومحمد عليه السلام من أمر ولي الله عليه السلام فقمت قبل الوقت الذي كنت أقوم في كل ليلة للصلاة، فصليت صلاة الليل حتى بلغت إلى الوتر، فوثبت سوسن فزعة وخرجت (فزعة) (وخرجت) وأسبغت الوضوء، ثم عادت فصلت صلاة الليل وبلغت إلى الوتر، فوقع في قلبي أن الفجر (قد) قرب فقمت لأنظر فإذا بالفجر الأول قد طلع، فتداخل قلبي الشك من وعد أبي محمد عليه السلام، فناداني من حجرته: لا تشكي، وكأنك بالأمر الساعة قد رأيته إن شاء الله تعالى. قالت حكيمة: فاستحييت من أبي محمد عليه السلام ومما وقع في قلبي، ورجعت إلى البيت وأنا خجلة فإذا هي قد قطعت الصلاة وخرجت فزعة فلقيتها على باب البيت فقلت:بأبي أنت (وأمي) هل تحسين شيئا؟ قالت: نعم يا عمة! إني لأجد أمرا شديدا. قلت:لا خوف عليك إن شاء الله تعالى، وأخذت وسادة فألقيتها في وسط البيت، وأجلستها عليها وجلست منها حيث تقعد المرأة من المرأة للولادة، فقبضت على كفي وغمزت غمزة شديدة ثم أنَّت أنَّة وتشهدت ونظرت تحتها، فإذا أنا بولي الله صلوات الله عليه متلقيا الارض بمساجده. فأخذت بكتفيه فأجلسته في حجري، فإذا هو نظيف مفروغ منه، فناداني أبو محمد عليه السلام: يا عمة، هلمي فأتيني بابني. فأتيته به، فتناوله وأخرج لسانه فمسحه على عينيه ففتحه، ثم أدخله في فيه فحنكه ثم (أدخله) في أذنيه وأجلسه في راحته اليسرى، فاستوى ولي الله جالسا، فمسح يده على رأسه وقال له: يا بني، انطق بقدرة الله. فاستعاذ ولي الله عليه السلام من الشيطان الرجيم واستفتح: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾. وصلى على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام)… واحدا واحدا حتى انتهى إلى أبيه. فناولنيه أبومحمد عليه السلام وقال: يا عمة، رديه إلى أمه حتى ﴿تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾. فرددته إلى أمه وقد انفجر الفجر الثاني، فصليت الفريضة وعقبت إلى أن طلعت الشمس، ثم ودعت أبا محمد عليه السلام وانصرفت إلى منزلي. فلما كان بعد ثلاث اشتقت إلى ولي الله، فصرت إليهم فبدأت بالحجرة التي كانت سوسن فيها، فلم أر أثرا ولا سمعت ذكرا، فكرهت أن أسأل، فدخلت على أبي محمد عليه السلام فاستحييت أن أبدأه بالسؤال، فبدأني فقال: (هو) يا عمة،في كنف الله وحرزه وستره وغيبه حتى يأذن الله له. فإذا غيب الله شخصي وتوفاني ورأيت شيعتي قد اختلفوا،فأخبري الثقات منهم، وليكن عندك وعندهم مكتوما، فإن ولي الله يغيبه الله عن خلقه ويحجبه عن عباده فلا يراه أحد حتى يقدم له جبرئيل عليه السلام فرسه: ﴿لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً﴾.
Français bientôt dispo
- وبهذا الاسناد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن حمويه الرازي، عن الحسين بن رزق الله، عن موسى بن محمد بن جعفر قال: حدثتني حكيمة بنت محمد عليه السلام بمثل معنى الحديث الاول، إلا أنها قالت: فقال لي أبومحمد عليه السلام: يا عمة، إذا كان اليوم السابع فأتِنا. فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد عليه السلام وكشفت عن الستر لأتفقد سيدي فلم أره، فقلت له: جعلت فداك ما فعل سيدي؟ فقال: يا عمة،استودعناه الذي استودعت أم موسى. فلما كان اليوم السابع جئت فسلمت وجلست فقال:هلموا إبني. فجئ بسيدي وهو في خرق صفر ففعل به كفعله الاول، ثم أدلى لسانه في فيه كأنما يغذيه لبنا وعسلا، ثم قال: تكلم يا بني. فقال عليه السلام: أشهد أن لا إله إلا الله… وثنى بالصلاة على محمد وعلى الائمة عليهم السلام حتى وقف على أبيه، ثم قرأ: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾.
Français bientôt dispo
- أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن علي بن سميع بن بنان، عن محمد بن علي بـن أبـي الداري، عـن أحمـد بـن محمـد، عن أحمـد بن عبـد الله، عـن أحـمد بـن روح الاهوازي، عن محمد بن إبراهيم، عن حكيمة بمثل معنى الحديث الاول إلا أنه قال:قالت: بعث إلي أبومحمد عليه السلام ليلة النصف من شهر رمضان سنه خمس وخمسين ومائتين… (قالت) وقلت له:يا بن رسول الله من أمه؟ قال: نرجس. (قالت) فلما كان في اليوم الثالث اشتد شوقي إلى ولي الله، فأتيتهم عائدة فبدأت بالحجرة التي فيها الجارية، فإذا أنا بها جالسة في مجلس المرأة النفساء وعليها أثواب صفر، وهي معصبة الرأس،فسلمت عليها والتفت إلى جانب البيت وإذا بمهد عليه أثواب خضر، فعدلت إلى المهد ورفعت عنه الاثواب فإذا أنا بولي الله نائم على قفاه غير محزوم ولا مقموط. ففتح عينيه وجعل يضحك ويناجيني باصبعه، فتناولته وأدنيته إلى فمي لأقبله، فشممت منه رائحة ما شممت قط أطيب منها، وناداني أبومحمد عليه السلام: يا عمتي!هلمي فتاي إلي. فتناوله وقال: يا بني، انطق… وذكر الحديث.
Français bientôt dispo
أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن حنظلة بن زكريا قال: حدثني الثقة، عن محمد بن علي بن بلال، عن حكيمة بمثل ذلك.
Français bientôt dispo
- وفي رواية أخرى عن جماعة من الشيوخ أن حكيمة حدثت بهذا الحديث وذكرت أنه كان ليلة النصف من شعبان وأن أمه نرجس،وساقت الحديث إلى قولها: فإذا أنا بحس سيدي وبصوت أبي محمد عليه السلام وهو يقول: يا عمتي، هاتي إبني. فكشفت عن سيدي فإذا هو ساجد متلقيا الارض بمساجده، وعلى ذراعه الايمن مكتوب ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾. فضممته إلي فوجدته مفروغا منه فلففته في ثوب وحملته إلى أبي محمد عليه السلام…وذكروا الحديث إلى قوله: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين حقا، ثم لم يزل يعد السادة الاوصياء إلى أن بلغ إلى نفسه، ودعا لاوليائه بالفرج على يديه ثم أحجم. وقالت: ثم رفع بيني وبين أبي محمد عليه السلام كالحجاب فلم أر سيدي، فقلت لابي محمد: يا سيدي، أين مولاي؟ فقال: أخذه من هو أحق منك ومنا… ثم ذكروا الحديث بتمامه وزادوا فيه: فلما كان بعد أربعين يوما دخلت على أبي محمد عليه السلام فإذا مولانا الصاحب يمشي في الدار، فلم أر وجها أحسن من وجهه ولا لغة أفصح من لغته. فقال أبومحمد عليه السلام: هذا المولود الكريم على الله عز وجل. فقلت: سيدي، أرى من أمره ما أرى وله أربعون يوما! فتبسم وقال: يا عمتي، أما علمت أنا معاشر الائمة ننشؤ في اليوم ما ينشؤ غيرنا في السنة؟ فقمت فقبلت رأسه وانصرفت. ثم عدت وتفقدته فلم أره، فقلت لابي محمد عليه السلام: ما فعل مولانا؟ فقال: يا عمة،استودعناه الذي استودعت أم موسى.
Français bientôt dispo
- أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن حنظلة بن زكريا قال: حدثني أحمد بن بلال بن داود الكاتب، وكان عاميا بمحل من النصب لأهل البيت عليهم السلام يظهر ذلك ولا يكتمه، وكان صديقا لي يظهر مودة بما فيه من طبع أهل العراق، فيقول- كلما لقيني- لك عندي خبر تفرح به ولا أخبرك به، فأتغافل عنه إلى أن جمعني وإياه موضع خلوة، فاستقصيت عنه وسألته أن يخبرني به، فقال: كانت دورنا بسر من رأى مقابل دار ابن الرضا-يعني أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام- فغبت عنها دهرا طويلا إلى قزوين وغيرها، ثم قضي لي الرجوع إليها، فلما وافيتها وقد كنت فقدت جميع من خلفته من أهلي وقراباتي إلا عجوزا كانت ربتني ولها بنت معها، وكانت من طبع الاول مستورة صائنة لا تحسن الكذب وكذلك مواليات لنا بقين في الدار. فأقمت عندهن أياما ثم عزمت الخروج، فقالت العجوزة: كيف تستعجل الانصراف وقد غبت زمانا؟ فأقم عندنا لنفرح بمكانك. فقلت لها على جهة الهزء: أريد أن أصير إلى كربلاء. وكان الناس للخروج في النصف من شعبان أو ليوم عرفة، فقالت: يا بني، أعيذك بالله أن تستهين ما ذكرت أو تقوله على وجه الهزء، فإني أحدثك بما رأيته- يعني بعد خروجك من عندنا– بسنتين: كنت في هـذا البيت نائـمة بالقرب من الدهليـز ومعي ابنتي وأنـا بين النائمة واليقظانة، إذ دخل رجل حسن الوجه نظيف الثياب طيب الرائحة، فقال:يا فلانة،يجيئك الساعة من يدعوك في الجيران، فلا تمتنعي من الذهاب معه ولا تخافي. ففزعت فناديت ابنتي وقلت لها:هل شعرت بأحد دخل البيت؟ فقالت: لا. فذكرت الله وقرأت ونمت. فجاء الرجل بعينه وقال لي مثل قوله، ففزعت وصحت بابنتي فقالت:لم يدخل البيت (أحد) فاذكري الله ولا تفزعي. فقرأت ونمت. فلما كان في (الليلة) الثالثة جاء الرجل وقال: يا فلانة، قد جاءك من يدعوك ويقرع الباب فاذهبي معه. وسمعت دق الباب فقمت وراء الباب وقلت:من هذا؟ فقال: افتحي ولا تخافي. فعرفت كلامه وفتحت الباب فإذا خادم معه إزار فقال: يحتاج إليك بعض الجيران لحاجة مهمة، فادخلي. ولف رأسي بالملاءة وأدخلني الدار وأنا أعرفها، فإذا بشقاق مشدودة وسط الدار ورجل قاعد بجنب الشقاق، فرفع الخادم طرفه فدخلت وإذا امرأة قد أخذها الطلق وامرأة قاعدة خلفها كأنها تقبلها. فقالت المرأة:تعينيني فيما نحن فيه؟ فعالجتها بما يعالج به مثلها فما كان إلا قليلا حتى سقط غلام فأخذته على كفي وصحت: غلام غلام! وأخرجت رأسي من طرف الشقاق أبشر الرجل القاعد، فقيل لي: لا تصيحي. فلما رددت وجهي إلى الغلام قد كنت فقدته من كفي فقالت لي المرأة القاعدة: لا تصيحي. وأخذ الخادم بيدي ولف رأسي بالملاءة وأخرجني من الدار وردني إلى داري وناولني صرة وقال (لي): لا تخبري بما رأيت أحدا. فدخلت الدار ورجعت إلى فراشي في هذا البيت وابنتي نائمة (بعد) فأنبهتها وسألتها: هل علمت بخروجي ورجوعي؟ فقالت: لا، وفتحت الصرة في ذلك الوقت وإذا فيها عشرة دنانيرعددا، وما أخبرت بهذا أحدا إلا في هذا الوقت لما تكلمت بهذا الكلام على حد الهزء فحدثتك إشفاقا عليك، فإن لهؤلاء القوم عند الله عز وجل شأنا ومنزلة، وكل ما يدعونه حق. قال: فعجبت من قولها وصرفته إلى السخرية والهزء ولم أسألها عن الوقت غير أني أعلم يقينا أني غبت عنهم في سنة نيف وخمسين ومائتين ورجعت إلى سر من رأى في وقت أخبرتني العجوزة بهذا الخبر في سنة إحدى وثمانين ومائتين في وزارة عبيدالله بن سليمان لما قصدته.
Français bientôt dispo
- محمد بن يعقوب، عن بعض أصحابنا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، قال: اجتمعت والشيخ أبو عمرو عند أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف. فقلت له: يا أبا عمرو، إني لأريد أن أسألك عن شيء وما أنا بشاكٍّ فيما أريد أن أسألك عنه، فإن اعتقادي وديني أن الارض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل القيامة بأربعين يوما رفع الحجة وغلق باب التوبة: فلم يكن ﴿يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً.﴾ فأولئك شرار (من) خلق الله عز وجل وهم الذين تقوم عليهم القيامة. ولكن أحببت أن أزداد يقينا، فإن إبراهيم عليه السلام سأل ربه أن يريه كيف يحيى الموتى ﴿قَالَ: أَوَلَمْ تُؤْمِنْ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾. وقد أخبرني أبوعلي أحمد بن إسحاق أنه سأل أبا الحسن صاحب العسكر عليه السلام وقال: من أعامل وعمن آخذ وقول من أقبل؟ فقال (له): العمري ثقتي، فما أدى إليك عني فعني يؤدي، وما قال لك فعني يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون. وأخبرني أبوعلي: سأل أبا محمد عليه السلام عن مثل ذلك، فقال له:العمري وإبنه ثقتان، فما أدَّيا إليك فعني يؤديان، وما قالا فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان. فهذا قول إمامين قد مضيا فيك. (قال) فخر أبوعمرو ساجدا وبكى ثم قال: سل(حاجتك). فقلت له:أنت رأيت الخلف من أبي محمد عليه السلام؟ فقال: إي والله ،ورقبته مثل هذا- وأومأ بيده-. فقلت: بقيت واحدة. فقال: هات! قلت: الاسم. قال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي فليس لي أن أحلل ولا أحرم، ولكن عنه صلوات الله عليه، فإن الامر عند السلطان أن أبا محمد عليه السلام مضى ولم يخلف ولدا، وقسم ميراثه وأخذ من لا حق له، فصبر على ذلك وهو ذا عماله يجولون، فليس أحد يجسر أن يتقرب إليهم ويسألهم شيئا، وإذا وقع الاسم وقع الطلب. فالله الله! اتقوا الله وأمسكوا عن ذلك.
Français bientôt dispo
- وروي أن بعض أخوات أبي الحسن عليه السلام كانت لها جارية ربتها تسمى نرجس،فلما كبرت دخل أبومحمد عليه السلام فنظر إليها فقالت له:أراك يا سيدي تنظر إليها؟ فقال: إني ما نظرت إليها إلا متعجبا. أما إن المولود الكريم على الله تعالى يكون منها. ثم أمرها أن تستأذن أبا الحسن عليه السلام في دفعها إليه ففعلت فأمرها بذلك.
Français bientôt dispo
- وروى علان الكليني، عن محمد بن يحيى، عن الحسين بن علي النيشابوري الدقاق، عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر عليهما السلام، عن السياري قال:حدثني نسيم ومارية قالت: لما خرج صاحب الزمان عليه السلام من بطن أمه سقط جاثيا على ركبتيه، رافعا سبابته نحو السماء، ثم عطس فقال: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله عبدا داخرا لله غير مستنكف ولا مستكبر. ثم قال: زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة، ولو أذن لنا في الكلام لزال الشك.
Français bientôt dispo
- وروى علان بإسناده أن السيد عليه السلام ولد في سنة ست وخمسين ومائتين من الهجرة بعد مضي أبي الحسن بسنتين.
Français bientôt dispo
- وروى محمد بن علي الشلمغاني في كتاب الاوصياء قال:حدثني حمزة ابن نصر غلام أبي الحسن عليه السلام عن أبيه قال:لما ولد السيد عليه السلام تباشر أهل الدار بذلك، فلما نشأ خرج إلي الامر أن أبتاع في كل يوم مع اللحم قصب مخ،وقيل: إن هذا لمولانا الصغير عليه السلام.
Français bientôt dispo
- وعنه قال: حدثني الثقة، عن إبراهيم بن إدريس قال: وجه إلي مولاي أبومحمد عليه السلام بكبش وقال: عقه عن ابني فلان، وكل وأطعم أهلك. ففعلت، ثم لقيته بعد ذلك فقال لي: المولود الذي ولد لي مات. ثم وجه إلي بكبشين وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. عق هذين الكبشين عن مولاك وكل، هنأك الله، وأطعم إخوانك. ففعلت، ولقيته بعد ذلك فما ذكر لي شيئاً.
Français bientôt dispo
- وروى علان قال:حدثني ظريف أبو نصر الخادم قال:دخلت عليه-يعني صاحب الزمان عليه السلام- فقال لي: علي بالصندل الاحمر. (قال) فأتيته به، فقال عليه السلام: أتعرفني؟ قلت:نعم. قال: من أنا؟ فقلت:أنت سيدي وابن سيدي. فقال: ليس عن هذا سألتك. قال ظريف: فقلت: جعلني الله فداك، فسر لي. فقال: أنا خاتم الاوصياء، وبي يدفع الله البلاء عن أهلي وشيعتي.
Français bientôt dispo
- جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثني محمد بن جعفر بن عبد الله عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري قال: وجه قوم من المفوضة والمقصرة كامل بن إبراهيم المدني إلى أبي محمد عليه السلام. قال كامل:فقلت في نفسي: أسأله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي وقال بمقالتي. (قال) فلما دخلت على سيدي أبي محمد عليه السلام نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه، فقلت في نفسي:ولي الله وحجته يلبس الناعم من الثياب ويأمرنا نحن بمواساة الاخوان وينهانا عن لبس مثله!فقال متبسما: يا كامل، وحسر عن ذراعيه، فإذا مسح أسود خشن على جلده، فقال: هذا لله وهذا لكم. فسلمت وجلست إلى باب عليه ستر مرخى، فجاءت الريح فكشفت طرفه فإذا أنا بفتى كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها. فقال لي: يا كامل بن إبراهيم. فاقشعررت من ذلك وألهمت أن قلت:لبيك يا سيدي. فقال: جئت إلى ولي الله وحجته وبابه تسأله هل يدخل الجنة إلا من عرف معرفتك وقال بمقالتك؟ فقلت: إي والله. قال: إذن والله يقل داخلها. والله إنه ليدخلها قوم يقال لهم الحقية. قلت: يا سيدي ومن هم؟ قال: قوم من حبهم لعلي يحلفون بحقه ولا يدرون ما حقه وفضله. ثم سكت صلوات الله عليه عني ساعة ثم قال: وجئت تسأله عن مقالة المفوضة. كذبوا! بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله، فإذا شاء شئنا، والله يقول:﴿وَمَا تَشَآؤُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَآءَ اللهُ﴾. ثم رجع الستر إلى حالته فلم أستطع كشفه، فنظر إلي أبومحمد عليه السلام متبسما فقال: يا كامل، ما جلوسك وقد أنبأك بحاجتك الحجة من بعدي؟ فقمت وخرجت ولم أعاينه بعد ذلك.
Français bientôt dispo
وروى هذا الخبر أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن علي بن عبد الله بن عائذ الرازي، عن الحسن بن وجناء النصيبي قال: سمعت أبا نعيم محمد بن أحمد الانصاري…وذكر مثله.
Français bientôt dispo
- محمد بن يعقوب، عن أحمد بن النضر، عن القنبري- من ولد قنبر الكبير- مولى أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: جرى حديث جعفر فشتمه، فقلت: فليس غيره فهل رأيته؟ قال: لم أره ولكن رآه غيري. قلت:ومن رآه؟ قال: رآه جعفر مرتين، وله حديث.
Français bientôt dispo
- وحدث عن رشيق صاحب المادراي قال:بعث إلينا المعتضد ونحن ثلاثة نفر فأمرنا أن يركب كل واحد منا فرسا ونجنب آخر ونخرج مخفين لا يكون معنا قليل ولا كثير إلا على السرج مصلى، وقال (لنا): الحقوا بسامرة. ووصف لنا محلة ودارا وقال: إذا أتيتموها تجدون على الباب خادما أسود فاكبسوا الدار، ومن رأيتم فيها فأتوني برأسه. فوافينا سامرة فوجدنا الامر كما وصفه، وفي الدهليز خادم أسود وفي يده تكة ينسجها، فسألناه عن الدار ومن فيها، فقال: صاحبها. فوالله ما التفت إلينا وقل اكتراثه بنا، فكبسنا الدار كما أمرنا، فوجدنا دارا سرية ومقابل الدار ستر ما نظرت قط إلى أنبل منه، كأن الايدي رفعت عنه في ذلك الوقت، ولم يكن في الدار أحد. فرفعنا الستر فإذا بيت كبير كأن بحرا فيه (ماء)، وفي أقصى البيت حصير قد علمنا أنه على الماء، وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي،فلم يلتفت إلينا ولا إلى شيء من أسبابنا. فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطى البيت فغرق في الماء، وما زال يضطرب حتى مددت يدي إليه فخلصته وأخرجته وغشي عليه وبقي ساعة، وعاد صاحبي الثاني إلى فعل ذلك الفعل فناله مثل ذلك، وبقيت مبهوتا. فقلت لصاحب البيت:المعذرة إلى الله وإليك، فو الله ما علمت كيف الخبر ولا إلى من أجئ وأنا تائب إلى الله. فمـا التفـت إلى شـيء ممـا قلنـا، ومـا انفتـل عمـا كـان فيه فهالنا ذلك، وانصرفنا عنه، وقد كان المعتضد ينتظرنا وقد تقدم إلى الحجاب إذا وافيناه أن ندخل عليه في أي وقت كان. فوافيناه في بعض الليل فأدخلنا عليه فسألنا عن الخبر، فحكينا له ما رأينا، فقال: ويحكم! لقيكم أحد قبلي وجرى منكم إلى أحد سبب أو قول؟ قلنا: لا. فقال: أنا نفي من جدي. وحلف بأشد أيمان له أنه رجل إن بلغه هذا الخبر ليضربن أعناقنا، فما جسرنا أن نحدث به إلا بعد موته.
Français bientôt dispo
- وأخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمه الله قال: حدثنا علي بن الحسن بن الفرج المؤذن قال: حدثني محمد بن حسن الكرخي قال: سمعت أبا هارون- رجلا من أصحابنا- يقول: رأيت صاحب الزمان عليه السلام ووجهه يضيء كأنه القمر ليلة البدر، ورأيت على سرته شعرا يجري كالخط، وكشف الثوب عنه فوجدته مختونا، فسألت أبا محمد عليه السلام عن ذلك، فقال: هكذا ولد وهكذا ولدنا، ولكنا سنمر الموسى عليه لاصابة السُّنّة.
Français bientôt dispo
- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل الشيباني، عن أبي نعيم نصر بن عصام بن المغيرة الفهري المعروف بقرقارة قال: حدثني أبوسعيد المراغي، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق أنه سأل أبا محمد عليه السلام عن صاحب هذا الأمر، فأشار بيده، أي إنه حي غليظ الرقبة.
Français bientôt dispo
- أخبرني ابن أبي جيد القمي، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن عبد الله بن العباس بن عبد الله بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن أبي الفضل الحسين بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال :وردت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بسر من رأى فهنأته بولادة ابنه عليه السلام.
Français bientôt dispo
- وأخبرني جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين قال: أخبرنا أبي ومحمد بن الحسن ومحمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، أنه قال: سألت محمد بن عثمان رضي الله عنه فقلت له: رأيت صاحب هذا الامر؟ فقال: نعم، وآخرعهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: اللهم، أنجز لي ما وعدتني. قال محمد بن عثمان رضي الله عنه: ورأيته صلوات الله عليه متعلقا بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول: اللهم انتقم لي من أعدائك.
Français bientôt dispo
وأما ما روي من الاخبار المتضمنة لمن رآه عليه السلام وهو لا يعرفه أو عرفه فيما بعد،فأكثر من أن تحصى غير أنا نذكر طرفا منها:
Français bientôt dispo
- أخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي قال: حدثني شيخ ورد الري على أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي، فروى له حديثين في صاحب الزمان عليه السلام وسمعتهما منه كما سمع، وأظن ذلك قبل سنة ثلاثمائة أو قريبا منها، قال: حدثني علي بن إبراهيم الفدكي قال: قال الاودي: بينا أنا في الطواف قد طفت ستة وأريد أن أطوف السابعة فإذا أنا بحلقة عن يمين الكعبة وشاب حسن الوجه، طيب الرائحة، هيوب، ومع هيبته متقرب إلى الناس، فتكلم فلم أر أحسن من كلامه، ولا أعذب من منطقه في حسن جلوسه فذهبت أكلمه فزبرني الناس، فسألت بعضهم: من هذا؟ فقال: ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يظهر للناس في كل سنة يوما لخواصه، فيحدثهم ويحدثونه. فقلت: مسترشد أتاك فأرشدني هداك الله. قال: فناولني حصاة فحولت وجهي، فقال لي بعض جلسائه: ما الذي دفع إليك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقلت: حصاة. فكشفت عن يدي، فإذا أنا بسبيكة من ذهب، (فذهبت). وإذا أنا به قد لحقني فقال: ثبتت عليك الحجة، وظهر لك الحق، وذهب عنك العمى أتعرفني؟ فقلت:اللهم لا. فقال: (أنا) المهدي، أنا قائم الزمان، أنا الذي أملاها عدلا كما ملئت ظلماً وجوراً ، إن الأرض لا تخلو من حجة ولا يبقى الناس في فترة أكثر من تيه بني إسرائيل، وقد ظهر أيام خروجي، فهذه أمانة في رقبتك فحدث بها إخوانك من أهل الحق.
Français bientôt dispo
- وبهذا الاسناد، عن أحمد بن علي الرازي، قال:حدثني محمد بن علي، عن محمد بن أحمد بن خلف، قال:نزلنا مسجدا في المنزل المعروف بالعباسية- على مرحلتين من فسطاط مصر- وتفرق غلماني في النزول وبقي معي في المسجد غلام أعجمي(فرأيت) في زاويته شيخا كثير التسبيح،فلما زالت الشمس ركعت (وسجدت) وصليت الظهر في أول وقتها، ودعوت بالطعام وسألت الشيخ أن يأكل معي (فأجابني). فلما طعمنا سألت عن اسمه واسم أبيه وعن بلده وحرفته(ومقصده)، فذكر أن اسمه محمد بن عبد الله، وأنه من أهل قم، وذكر أنه يسيح منذ ثلاثين سنة في طلب الحق ويتنقل في البلدان والسواحل، وأنه أوطن مكة والمدينة نحو عشرين سنة يبحث عن الاخبار ويتبع الآثار. فلمـا كان في سنـة ثلاث وتسعين ومـائتين طاف بالبيت ثم صار إلى مقام إبراهيم عليه السلام فركع فيه وغلبته عينه فأنبهه صوت دعاء لم يجر في سمعه مثله، قال: فتأملت الداعي فإذا هو شاب أسمر لم أر قط في حسن صورته واعتدال قامته، ثم صلى فخرج وسعى، فاتبعته وأوقع الله عز وجل في نفسي أنه صاحب الزمان عليه السلام. فلما فرغ من سعيه قصد بعض الشعاب فقصدت أثره،فلما قربت منه إذ أنا بأسود مثل الفنيق قد اعترضني فصاح بي بصوت لم أسمع أهول منه: ما تريد عافاك الله؟ فأرعدت ووقفت، وزال الشخص عن بصري وبقيت متحيرا. فلما طال بي الوقوف والحيرة انصرفت ألوم نفسي وأعذلها بانصرافي بزجرة الاسود، فخلوت بربي عز وجل أدعوه وأسأله بحق رسوله وآله عليهم السلام أن لا يخيب سعيي وأن يظهر لي ما يثبت بهقلبي ويزيد في بصري. فلما كان بعد سنين زرت قبر المصطفى صلى الله عليه وآله فبينا أنا (أصلي) في الروضة التي بين القبر والمنبر إذ غلبتني عيني، فإذا محرك يحركني، فاستيقظت فإذا أنا بالاسود فقال: ما خبرك؟ وكيف كنت؟ فقلت: الحمد لله وأذمك. فقال: لا تفعل، فإني أمرت بما خاطبتك به، وقد أدركت خيرا كثيرا، فطب نفسا وازدد من الشكر لله عز وجل ما أدركت وعاينت، ما فعل فلان؟ وسمى بعض إخواني المستبصرين، فقلت :ببرقة. فقال: صدقت، ففلان؟ وسمى رفيقا لي مجتهدا في العبادة، مستبصرا في الديانة. فقلت: بالاسكندرية، حتى سمى لي عدة من إخواني. ثم ذكر اسما غريبا فقال: ما فعل نقفور؟ قلت: لا أعرفه، فقال: كيف تعرفه وهو رومي؟ فيهديه الله فيخرج ناصرا من قسطنطينية. ثم سألني عن رجل آخر فقلت: لا أعرفه. فقال: هذا رجل من أهل هيت من أنصار مولاي عليه السلام. إمض إلى أصحابك فقل لهم: نرجو أن يكون قد أذن الله في الانتصار للمستضعفين وفي الانتقام من الظالمين. ولقد لقيت جماعة من أصحابي وأديت إليهم وأبلغتهم ما حملت وأنا منصرف وأشير عليك أن لا تتلبس بما يثقل به ظهرك، ويتعب به جسمك وأن تحبس نفسك على طاعة ربك، فإن الامر قريب إن شاء الله تعالى. فأمرت خازني فأحضر لي خمسين دينارا وسألته قبولها فقال:يا أخي،قد حرم الله علي أن آخذ منك ما أنا مستغن عنه كما أحل لي أن آخذ منك الشيء إذا إحتجت إليه. فقلت له:هل سمع هذا الكلام منك أحد غيري من أصحاب السلطان؟ قال: نعم، (أخوك) أحمد بن الحسين الهمداني المدفوع عن نعمته بآذربيجان، وقد استأذن للحج تأميلا أن يلقى من لقيت. فحج أحمد بن الحسين الهمداني رحمه الله في تلك السنة فقتله ذكرويه بن مهرويه، وافترقنا وانصرفت إلى الثغر. ثم حججت فلقيت بالمدينة رجلا اسمه طاهر من ولد الحسين الاصغر، يقال إنه يعلم من هذا الأمر شيئا فثابرت عليه حتى أنس بي، وسكن لي ووقف على صحة عقيدتي، فقلت له:يا بن رسول الله، بحق آبائك الطاهرين عليهم السلام لما جعلتني مثلك في العلم بهذا الأمر، فقد شهد عندي من توثقه بقصد القاسم بن عبد الله بن سليمان بن وهب إياي لمذهبي واعتقادي أنه أغرى بدمي مرارا فسلمني الله منه. فقال: يا أخي اكتم ما تسمع مني الخبر في هذه الجبال، وإنما يرى العجائب الذين يحملون الزاد في الليل ويقصدون به مواضع يعرفونها، وقد نهينا عن الفحص والتفتيش. فودعته وانصرفت عنه.
Français bientôt dispo
- وأخبرني أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر، عن أبي الحسن محمد بن علي الشجاعي الكاتب، عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني، عن يوسف بن أحمد (محمد) الجعفري قال: حججت سنة ست وثلاثمائة، وجاورت بمكة تلك السنة وما بعدها إلى سنة تسع وثلاثمائة، ثم خرجت عنها منصرفا إلى الشام، فبينا أنا في بعض الطريق، وقد فاتتني صلاة الفجر، فنزلت من المحمل وتهيأت للصلاة، فرأيت أربعة نفر في محمل، فوقفت أعجب منهم، فقال أحدهم:مم تعجب؟ تركت صلاتك وخالفت مذهبك. فقلت للذي يخاطبني: وما علمك بمذهبي؟ فقال: تحب أن ترى صاحب زمانك؟ قلت نعم، فأومأ إلى أحد الاربعة، فقلت (له): إن له دلائل وعلامات. فقال: أيما أحب إليك أن ترى الجمل وما عليه صاعدا إلى السماء، أو ترى المحمل صاعدا إلى السماء؟ فقلت: أيهما كان فهي دلالة. فرأيت الجمل وما عليه يرتفع إلى السماء، وكان الرجل أومأ إلى رجل به سمرة، وكان لونه الذهب، بين عينيه سجادة.
Français bientôt dispo
- أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن محمد بن عبد ربه الانصاري الهمداني، عن أحمد بن عبد الله الهاشمي من ولد العباس قال: حضرت دار أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بسر من رأى يوم توفي، وأخرجت جنازته ووضعت، ونحن تسعة وثلاثون رجلا قعود ننتظر، حتى خرج إلينا غلام عشاري حاف عليه رداء قد تقنع به. فلما أن خرج قمنا هيبة له من غير أن نعرفه، فتقدم وقام الناس فاصطفوا خلفه، فصلى عليه ومشى، فدخل بيتا غير الذي خرج منه. قال أبوعبد الله الهمداني فلقيت بالمراغة رجلا من أهل تبريز يعرف بإبراهيم بن محمد التبريزي، فحدثني بمثل حديث الهاشمي لم يخرم منه شيء، قال: فسألت الهمداني فقلت:غلام عشاري القد أو عشاري السن، لأنه روي أن الولادة كانت سنة ست وخمسين ومائتين،وكانت غيبة أبي محمد عليه السلام سنة ستة ومائتين بعد الولادة بأربع سنين. فقال: لا أدري. هكذا سمعت. فقال لي شيخ معه حسن الفهم من أهل بلده له رواية وعلم: عشاري القد.
Français bientôt dispo
- عنه، عن علي بن عائذ الرازي، عن الحسن بن وجناء النصيبي، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري قال:كنت حاضرا عند المستجار(بمكة) وجماعة زهاء ثلاثين رجلا لم يكن منهم مخلص غير محمد بن القاسم العلوي، فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين، إذ خرج علينا شاب من الطواف عليه إزاران (فاحتج) محرم بهما، وفي يده نعلان. فلما رأيناه قمنا جميعا هيبة له، ولم يبق منا أحد إلا قام، فسلم علينا وجلس متوسطا ونحن حوله، ثم التفت يمينا وشمالا ثم قال: أتدرون ما كان أبو عبد الله عليه السلام يقول في دعاء الالحاح؟ (قلنا:وما كان يقول؟) قال: كان يقول: اللهم إني أسألك باسمك الذي به تقوم السماء، وبه تقوم الارض وبه تفرق بين الحق والباطل، وبه تجمع بين المتفرق، وبه تفرق بين المجتمع، وبه أحصيت عدد الرمال، وزنة الجبال، وكيل البحار، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي من أمري فرجا. ثم نهض ودخل الطواف فقمنا لقيامه حتى انصرف وأنسينا أن نذكره أمره، وأن نقول من هو؟ وأي شيء هو؟ إلى الغد في ذلك الوقت فخرج علينا من الطواف، فقمنا له كقيامنا بالامس، وجلس في مجلسه متوسطا، فنظر يمينا وشمالا وقال: أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين عليه السلام بعد صلاة الفريضة؟ فقلنا وما كان يقول؟ قال: كان يقول: إليك رفعت الاصوات (ودعيت الدعوات ولك) عنت الوجوه، ولك وضعت الرقاب، وإليك التحاكم في الاعمال، يا خير من سئل، ويا خير من أعطي، يا صادق يا بارئ، يا من لا يخلف الميعاد، يا من أمر بالدعاء ووعد بالاجابة، يا من قال: ﴿اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ يا من قال: ﴿إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ ويا من قال: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ لبيك وسعديك، ها أنا ذا بين يديك المسرف، وأنت القائل: ﴿لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً﴾. ثم نظر يمينا وشمالا بعد هذا الدعاء- فقال: أتدرون ما كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول في سجدة الشكر؟ فقلنا:وما كان يقول؟ قال: كان يقول: يا من لا يزيده كثرة الدعاء إلا سعة وعطاء، يا من لا تنفد خزائنه، يا من له خزائن السماوات والأرض، يا من له خزائن ما دق وجل لا تمنعك إساءتي من إحسانك، أنت تفعل بي الذي أنت أهله، (فإنك) أنت أهل الكرم والجود، والعفو والتجاوز، يا رب يا الله لا تفعل بي الذي أنا أهله، فإني أهل العقوبة وقد استحققتها، لا حجة (لي) ولا عذر لي عندك، أبوء لك بذنوبي كلها وأعترف بها كي تعفو عني، وأنت أعلم بها مني، أبوء لك بكل ذنب أذنبته، وكل خطيئة احتملتها، وكل سيئة عملتها، رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الاعز الاكرم. وقام ودخل الطواف فقمنا لقيامه، وعاد من الغد في ذلك الوقت فقمنا لاقباله كفعلنا فيما مضى، فجلس متوسطا ونظر يمينا وشمالا فقال: كان علي بن الحسين سيد العابدين عليه السلام يقول في سجوده في هذا الموضع- وأشار بيده إلى الحجر تحت الميزاب-: عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك، فقيرك بفنائك، سائلك بفنائك يسألك ما لا يقدر عليه غيرك. ثم نظر يمينا وشمالا ونظر إلى محمد بن القاسم من بيننا، فقال: يا محمد بن القاسم أنت على خير إن شاء الله تعالى- وكان محمد بن القاسم يقول بهذا الامر-ثم قام ودخل الطواف فما بقي منا أحد إلا وقد ألهم ما ذكره من الدعاء وأنسينا أن نتذاكر أمر إلا في آخر يوم. فقال لنا أبوعلي المحمودي: يا قوم أتعرفون هذا؟ هذا والله صاحب زمانكم، فقلنا:وكيف علمت يا أبا علي؟ فذكر أنه مكث سبع سنين يدعو ربه ويسأله معاينة صاحب الزمان عليه السلام. قال: فبينا نحن يوما عشية عرفة وإذا بالرجل بعينه يدعو بدعاء وعيته فسألته ممن هو؟ فقال: من الناس، قلت: من أي الناس؟ قال: من عربها، قلت: من أي عربها؟ قال:من أشرفها، قلت:ومن هم؟ قال:بنو هاشم، قلت: (و) من أي بنو هاشم؟ فقال: من أعلاها ذروة وأسناها، قلت: ممن قال: ممن فلق الهام وأطعم الطعام وصلى والناس نيام. قال: فعلمت أنه علوي فأحببته على العلوية، ثم افتقدته من بين يدي فلم أدر كيف مضى، فسألت القوم الذين كانوا حوله تعرفون هذا العلوي؟ قالوا: نعم يحج معنا في كل سنة ماشيا، فقلت:سبحان الله (والله) ما أرى به أثر مشي قال: فانصرفت إلى المزدلفة كئيبا حزينا على فراقه، ونمت من ليلتي تلك، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا أحمد رأيت طلبتك؟ فقلت: ومن ذاك يا سيدي؟ فقال: الذي رأيته في عشيتك (و) هو صاحب زمانك. قال: فلما سمعنا ذلك منه عاتبناه أن لا يكون أعلمنا ذلك، فذكر أنه كان ينسى أمره إلى وقت ما حدثنا به.
Français bientôt dispo
وأخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام، عن جعفر بن مالك الكوفي، عن محمد بن جعفر بن عبد الله، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري وساق الحديث بطوله.
Français bientôt dispo
- وأخبرنا جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن علي بن الحسين، عن رجـل- ذكر أنه من أهل قزوين لم يذكر اسـمه- عن حبيب بن محمـد بن يونس بن شاذان الصنعاني قال: دخلت إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار الاهوازي فسألته عن آل أبي محمد عليه السلام فقال:يا أخي لقد سألت عن أمر عظيم، حججت عشرين حجة كلا أطلب به عيان الامام فلم أجد إلى ذلك سبيلا، فبينا أنا ليلة نائم في مرقدي إذ رأيت قائلا يقول: يا علي بن إبراهيم! قد أذن الله لي في الحج، فلم أعقل ليلتي حتى أصبحت، فأنا مفكر في أمري أرقب الموسم ليلي ونهاري. فلما كان وقت الموسم أصلحت أمري، وخرجت متوجها نحو المدينة، فما زلت كذلك حتى دخلت يثرب فسألت عن آل أبي محمد عليه السلام، فلم أجد له أثرا ولا سمعت له خبرا، فأقمت مفكرا في أمري حتى خرجت من المدينة أريد مكة، فدخلت الجحفة وأقمت بها يوما وخرجت منها متوجها نحو الغدير، وهو على أربعة أميال من الجحفة، فلما أن دخلت المسجد صليت وعفرت واجتهدت في الدعاء وابتهلت إلى الله لهم، وخرجت أريد عسفان، فما زلت كذلك حتى دخلت مكة فأقمت بها أياما أطوف البيت وأعتكفت. فبينا أنا ليلة في الطواف، إذا أنا بفتى حسن الوجه، طيب الرائحة، يتبختر في مشيته طائف حول البيت، فحس قلبي به، فقمت نحوه فحككته، فقال لي من أين الرجل؟ فقلت:من أهل (العراق فقال:من أي) العراق؟ قلت:من الاهواز. فقال لي: تعرف بها الخصيب؟ فقلت: رحمه الله، دعي فأجاب، فقال: رحمه الله، فما كان أطول ليلته وأكثر تبتله وأغزر دمعته، أفتعرف علي بن إبراهيم بن المازيار؟ فقلت: أنا علي بن إبراهيم. فقال: حياك الله أبا الحسن ما فعلت بالعلامة التي بينك وبين أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام؟ فقلت:معي قال: أخرجها، فأدخلت يدي في جيبي فاستخرجتها، فلما أن رآها لم يتمالك أن تغرغرت عيناه (بالدموع) وبكى منتحبا حتى بل أطماره، ثم قال: أذن لك الآن يا بن مازيار، صر إلى رحلك وكن على أهبة من أمرك، حتى إذا لبس الليل جلبابه، وغمر الناس ظلامه، سر إلى شعب بني عامر! فإنك ستلقاني هناك فسرت إلى منزلي. فلما أن أحسست بالوقت أصلحت رحلي وقدمت راحلتي وعكمته شديدا، وحملت وصرت في متنه وأقبلت مجدا في السير حتى وردت الشعب، فإذا أنا بالفتى قائم ينادي يا أبا الحسن إلي، فما زلت نحوه، فلما قربت بدأني بالسلام وقال لي: سر بنا يا أخ فما زال يحدثني وأحدثه حتى تخرقنا جبال عرفات، وسرنا إلى جبال منى، وانفجر الفجر الاول ونحن قد توسطنا جبال الطائف. فلمـا أن كان هنـاك أمرني بالنزول وقـال لي:إنزل فصـل صلاة الليل، فصليت، وأمرني بالوتر فأوترت، وكانت فائدة منه، ثم أمرني بالسجود والتعقيب، ثم فرغ من صلاته وركب، وأمرني بالركوب وسار وسرت معه حتى علا ذروة الطائف، فقال: هل ترى شيئا؟ قلت: نعم أرى كثيب رمل عليه بيت شعر يتوقد البيت نورا. فلما أن رأيته طابت نفسي، فقال لي: هناك الامل والرجاء، ثم قال: سر بنا يا أخ فسار وسرت بمسيره إلى أن انحدر من الذروة وسار في أسفله، فقال: إنزل فها هنا يذل كل صعب، ويخضع كل جبار، ثم قال: خل عن زمام الناقة، قلت فعلى من أخلفها؟ فقال: حرم القائم عليه السلام، لا يدخله إلا مؤمن ولا يخرج منه إلا مؤمن، فخليت من زمام راحلتي، وسار وسرت معه إلى أن دنا من باب الخباء، فسبقني بالدخول وأمرني أن أقف حتى يخرج إلي. ثم قال لي: أدخل هنأك السلامة، فدخلت فإذا أنا به جالس قد اتشح ببردة واتزر بأخرى، وقد كسر بردته على عاتقه، وهو كأقحوانة أرجوان قد تكاثف عليها الندى، وأصابها ألم الهوى، وإذا هو كغصن بان أو قضيب ريحان، سمح سخي تقي نقي، ليس بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللازق، بل مربوع القامة، مدور الهامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، أقنى الانف، سهل الخدين، على خده الايمن خال كأنه فتات مسك على رضراضة عنبر. فلما أن رأيته بدرته بالسلام، فرد علي أحسن ما سلمت عليه، وشافهني وسألني عن أهل العراق، فقلت سيدي قد ألبسوا جلباب الذلة، وهم بين القوم أذلاء فقال لي:يا بن المازيار لتملكونهم كما ملكوكم، وهم يومئذ أذلاء، فقلت، سيدي لقد بعد الوطن وطال المطلب، فقال: يا بن المازيار(أبي) أبو محمد عهد إلي أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم (ولعنهم) ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم، وأمرني أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها، ومن البلاد إلى عفرها، والله مولاكم أظهر التقية فوكلها بي فأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج، فقلت يا سيدي متى يكون هذا الأمر؟ فقال:إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة، واجتمع الشمس والقمر واستدار بهما الكواكب والنجوم، فقلت: متى يـا بن رسول الله؟ فقـال لي: في سنة كذا وكذا تخرج دابة الارض (من) بين الصفا والمروة، ومعه عصا موسى وخاتم سليمان، يسوق الناس إلى المحشر. قال، فأقمت عنده أياما وأذن لي بالخروج بعد أن استقصيت لنفسي وخرجت نحو منزلي، والله لقد سرت من مكة إلى الكوفة ومعي غلام يخدمني فلم أر إلا خيرا وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما.
Français bientôt dispo
- وأخبرني جماعة، عن جعفر بن محمد بن قولويه وغيره، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن قيس، عن بعض جلاوزة السواد قال: شهدت نسيما آنفا بسر من رأى، وقد كسر باب الدار فخرج إليه وبيده طبرزين، فقال ما تصنع في داري؟ قال (نسيم): إن جعفرا زعم أن أباك مضى ولا ولد له، فإن كانت دارك فقد انصرفت عنك، فخرج عن الدار. قال علي بن قيس: فقدم علينا غلام من خدام الدار فسألته عن هذا الخبر، فقال: من حدثك بهذا؟ قلت:حدثني بعض جلاوزة السواد، فقال لي: لا يكاد يخفى على الناس شيء.
Français bientôt dispo
- وبهذا الاسناد، عن علي بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفرعليه السلام- وكان أسن شيخ من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم-قال:رأيته بين المسجدين وهو غلام.
Français bientôt dispo
- وبهذا الاسناد، عن خادم لإبراهيم بن عبدة النيسابوري قال: كنت واقفا مع إبراهيم على الصفا فجاء غلام حتى وقف على إبراهيم وقبض على كتاب مناسكه وحدثه بأشياء.
Français bientôt dispo
- وبهذا الاسناد، عن إبراهيم بن إدريس قال: رأيته بعد مضي أبي محمد عليه السلام حين أيفع وقبلت يديه ورأسه.
Français bientôt dispo
- أحمد بن علي الرازي، عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة- وهو محمد بن الحسن بن عبدالله التميمي وكان زيديا- قال: سمعت هذه الحكاية عن جماعة يروونها عن أبي رحمه الله أنه خرج إلى الحير قال: فلما صرت إلى الحير إذا شاب حسن الوجه يصلي، ثم إنه ودع وودعت وخرجنا، فجئنا إلى المشرعة. فقال لي: يا با سورة أين تريد؟ فقلت: الكوفة، فقال لي: مع من؟ قلت مع الناس، قال لي: لا تريد نحن جميعا نمضي، قلت: ومن معنا؟ فقال: ليس نريد معنا أحدا، قال: فمشينا ليلتنا فإذا نحن على مقابر مسجد السهلة، فقال لي: هو ذا منزلك، فإن شئت فامض. ثم قال لي: تمر إلى ابن الزراري علي بن يحيى فتقول له: يعطيك المال الذي عنده، فقلت له لا يدفعه إلي، فقال لي: قل له: بعلامة أنه كذا وكذا دينارا وكذا وكذا درهما، وهو في موضع كذا وكذا، وعليه كذا وكذا مغطى، فقلت له: ومن أنت؟ قال: أنا محمد بن الحسن، قلت:فإن لم يقبل مني وطولبت بالدلالة؟ فقال: أنا وراك، قال: فجئت إلى ابن الزراري فقلت له: فدفعني، فقلت له: (العلامات التي قال لي وقلت له:) قد قال لي: أنا وراك، فقال: ليس بعد هذا شيء، وقال لم يعلم بهذا إلا الله تعالى ودفع إلي المال.
Français bientôt dispo
- وفي حديث آخر عنه وزاد فيه: قال أبوسورة: فسألني الرجل عن حالي فأخبرته بضيقي وبعيلتي، فلم يزل يماشيني حتى انتهينا إلى النواويس في السحر فجلسنا، ثم حفر بيده فإذا الماء قد خرج فتوضأ ثم صلى ثلاث عشرة ركعة، ثم قال (لي): امض إلى أبي الحسن علي بن يحيى، فاقرأ عليه السلام وقل له: يقول لك الرجل إدفع إلى أبي سورة من السبع مائة دينار التي مدفونة في موضع كذا وكذا مائة دينار. وإني مضيت من ساعتي إلى منزله فدققت الباب فقال: من هذا؟ فقلت قولي لابي الحسن:هذا أبو سورة، فسمعته يقول: ما لي ولابي سورة، ثم خرج إلي فسلمت عليه وقصصت عليه الخبر، فدخل وأخرج إلي مائة دينار فقبضتها، فقال لي: صافحته؟ فقلت: نعم، فأخذ يدي فوضعها على عينيه ومسح بها وجهه.
Français bientôt dispo
قال أحمد بن علي: وقد روي هذا الخبر عن محمد بن علي الجعفري وعبدالله بن الحسن بن بشر الخزاز وغيرهما، وهو مشهور عندهم.
Français bientôt dispo
- وروى محمد بن يعقوب رفعه، عن الزهري قال: طلبت هذا الامر طلبا شاقا حتى ذهب لي فيه مال صالح، فوقعت إلى العمري وخدمته ولزمته وسألته بعد ذلك عن صاحب الزمان عليه السلام، فقال لي: ليس إلى ذلك وصول، فخضعت فقال لي: بكر بالغداة، فوافيت فاستقبلني ومعه شاب من أحسن الناس وجها، وأطيبهم رائحة بهيئة التجار، وفي كمه شيء كهيئة التجار. فلما نظرت إليه دنوت من العمري فأومأ إلي، فعدلت إليه وسألته فأجابني عن كل ما أردت، ثم مر ليدخل الدار-وكانت من الدور التي لا يكترث لها- فقال العمري إن أردت أن تسأل سل فإنك لا تراه بعد ذا، فذهبت لأسأل فلم يسمع ودخل الدار، وما كلمني بأكثر من أن قال: ملعون ملعون من أخر العشاء إلى أن تشتبك النجوم، ملعون ملعون من أخر الغداة إلى أن تنقضي النجوم ودخل الدار.
Français bientôt dispo
- أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن عبدالله بن محمد بن خاقان الدهقان، عن أبي سليمان داد بن غسان البحراني قال: قرأت على أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي (قال:) مولد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين. ولد عليه السلام بسامراء سنة ست وخمسين ومائتين، أمه صقيل ويكنى أبا القاسم، بهذه الكنية أوصى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: اسمه كاسمي وكنيته كنيتي، لقبه المهدي، وهو الحجة، وهو المنتظر، وهو صاحب الزمان عليه السلام. قال إسماعيل بن علي: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام في المرضة التى مات فيها وأنا عنده، إذ قال لخادمه عقيد-وكان الخادم أسود نوبيا قد خدم من قبله علي بن محمد وهو ربيب الحسن عليه السلام- فقال (له) يا عقيد إغل لي ماء بمصطكي،فأغلى له ثم جاءت به صقيل الجارية أم الخلف عليه السلام. فلما صار القدح في يديه وهم بشربه فجعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن عليه السلام، فتركه من يده، وقال لعقيد: أدخل البيت فإنك ترى صبيا ساجدا فأتني به. قال أبوسهل: قال عقيد:فدخلت أتحرى فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء، فسلمت عليه فأوجز في صلاته فقلت: إن سيدي يأمرك بالخروج إليه، إذا جاءت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن عليه السلام. قـال أبوسهل: فلمـا مثل الصبي بين يديه سلم وإذا هو دري اللون، وفي شعر رأسه قطط، مفلج الاسنان، فلما رآه الحسن عليه السلام بكى وقال: يا سيد أهل بيته إسقني الماء فإني ذاهب إلى ربي. وأخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده ثم حرك شفتيه ثم سقاه فلما شربه قال: هيئوني للصلاة. فطرح في حجره منديل فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه. فقال له أبومحمد عليه السلام: إبشر يا بني فأنت صاحب الزمان، وأنت المهدي، وأنت حجة الله على أرضه، وأنت ولدي ووصيي وأنا ولدتك وأنت محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. ولدك رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنت خاتم (الاوصياء) الائمة الطاهرين، وبشر بك رسول الله صلى الله عليه وآله، وسماك وكناك، بذلك عهد إلي أبي عن آبائك الطاهرين صلى الله على أهل البيت، ربنا إنه حميد مجيد. ومات الحسن بن علي من وقته صلوات الله عليهم أجمعين.
Français bientôt dispo
- عنه، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي قال:حدثني الحسين بن محمد بن عامر الاشعري القمي، قال: حدثني يعقوب بن يوسف الضراب الغساني-في منصرفه من إصفهان- قال:حججت في سنة إحدى وثمانين ومائتين وكنت مع قوم مخالفين من أهل بلدنا. فلما قدمنا مكة تقدم بعضهم فاكترى لنا دارا في زقاق بين سوق الليل، وهي دار خديجة عليها السلام تسمى دار الرضا عليه السلام، وفيها عجوز سمراء فسألتها- لما وقفت على أنها دار الرضا عليه السلام- ما تكونين من أصحاب هذه الدار؟ ولم سميت دار الرضا؟ فقالت: أنا من مواليهم وهذه دار الرضا علي بن موسى عليهما السلام، أسكنيها الحسن بن علي عليهما السلام، فإني كنت من خدمه. فلما سمعت ذلك منها آنست بها وأسررت الأمر عن رفقائي المخالفين، فكنت إذا انصرفت من الطواف بالليل أنام معهم في رواق في الدار، ونغلق الباب ونلقي خلف الباب حجرا كبيرا كنا ندير خلف الباب. فرأيت غير ليلة ضوء السراج في الرواق الذي كنا فيه شبيها بضوء المشعل، ورأيت الباب قد انفتح ولا أرى أحدا فتحه من أهل الدار، ورأيت رجلا ربعة أسمر إلى الصفرة ما هو قليل اللحم، في وجهه سجادة عليه قميصان وإزار رقيق قد تقنع به وفي رجله نعل طاق فصعد إلى الغرفة في الدار حيث كانت العجوز تسكن، وكانت تقول لنا إن في الغرفة ابنـة لا تـدع أحدا يصعـد إليها، فكنت أرى الضوء الذي رأيته يضئ في الرواق على الدرجة عند صعود الرجل إلى الغرفة التي يصعدها، ثم أراه في الغرفة من غير أن أرى السراج بعينه، وكان الذين معي يرون مثل ما أرى فتوهموا أن يكون هذا الرجل يختلف إلى إبنة العجوز، وأن يكون قد تمتع بها فقالوا:هؤلاء العلوية يرون المتعة، وهذا حرام لا يحل فيما زعموا، وكنا نراه يدخل ويخرج ونجئ إلى الباب وإذا الحجر على حاله الذي تركناه، وكنا نغلق هذا الباب خوفا على متاعنا، وكنا لا نرى أحدا يفتحه ولا يغلقه، والرجل يدخل ويخرج والحجر خلف الباب إلى وقت ننحيه إذا خرجنا. فلما رأيت هذه الاسباب ضرب على قلبي ووقعت في قلبي فتنة فتلطفت العجوز وأحببت أن أقف على خبر الرجل، فقلت لها: يا فلانة إني أحب أن أسألك وأفاوضك من غير حضور من معي فلا أقدر عليه، فأنا أحب إذا رأيتني في الدار وحدي أن تنزلي إلي لاسألك عن أمر، فقالت لي مسرعة: وأنا أريد أن أسر إليك شيئا فلم يتهيأ لي ذلك من أجل من معك، فقلت ما أردت أن تقولي؟ فقالت: يقول لك-ولم تذكر أحدا-لا تخاشن أصحابك وشركاءك ولا تلاحهم، فإنهم أعداؤك ودارهم، فقلت لها:من يقول؟ فقالت:أنا أقول، فلم أجسر لما دخل قلبي من الهيبة أن أراجعها، فقلت أي أصحابي تعنين؟ فظننت أنها تعني رفقائي الذين كانوا حجاجا معي قالت: شركاؤك الذين في بلدك وفي الدار معك، وكان جرى بيني وبين الذين معي في الدار عنت في الدين، فسعوا بي حتى هربت واستترت بذلك السبب فوقفت على أنها عنت أولئك، فقلت لها ما تكونين أنت من الرضا؟ فقالت كنت خادمة للحسن بن علي عليهما السلام، فلما استيقنت ذلك قلت: لاسألنها عن الغائب عليه السلام، فقلت: بالله عليك رأيته بعينك، فقالت:يا أخي لم أره بعيني فإني خرجت وأختي حبلى وبشرني الحسن بن علي عليهما السلام بأني سوف أراه في آخر عمري، وقال لي:تكونين له كما كنت لي. وأنا اليوم منذ كذا بمصر وإنما قدمت الآن بكتابة ونفقة وجه بها إلي على يدي رجل من أهل خراسان لا يفصح بالعربية، وهي ثلاثون دينارا وأمرني أن أحج سنتي هذه فخرجت رغبة مني في أن أراه فوقع في قلبي أن الرجل الذي كنت أراه يدخل ويخرج هو هو. فأخذت عشرة دراهم صحاحا، فيها ستة رضوية من ضرب الرضا عليه السلام قد كنت خبأتها لالقيها في مقام إبراهيم عليه السلام، وكنت نذرت ونويت ذلك، فدفعتها إليها وقلت في نفسي أدفعها إلى قوم من ولد فـاطمة عليهـا السـلام أفضـل ممـا ألقيها في المقام وأعظم ثوابا، فقلت لها: إدفعي هذه الدراهم إلى من يستحقها من ولد فاطمة عليها السلام، وكان في نيتي أن الذي رأيته هو الرجل، وإنما تدفعها إليه، فأخذت الدراهم وصعدت وبقيت ساعة ثم نزلت، فقالت: يقول لك:ليس لنا فيها حق إجعلها في الموضع الذي نويت، ولكن هذه الرضوية خذ منا بدلها وألقها في الموضع الذي نويت، ففعلت وقلت في نفسي:الذي أمرت به عن الرجل. ثم كان معي نسخة توقيع خرج إلى القاسم بن العلاء بآذربيجان فقلت لها:تعرضين هذه النسخة على إنسان قد رأى توقيعات الغائب، فقالت ناولني فإني أعرفها، فأريتها النسخة وظننت أن المرأة تحسن أن تقرأ فقالت:لا يمكنني أن أقرا في هذا المكان فصعدت الغرفة ثم أنزلته فقالت: صحيح وفي التوقيع أبشركم ببشرى ما بشرت به (إياه) وغيره. ثم قالت: يقول لك إذا صليت على نبيك صلى الله عليه وآله. كيف تصلي (عليه)؟ فقلت أقول:اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. فقال: لا، إذا صليت عليهم فصل عليهم كلهم وسمهم. فقلت: نعم، فلما كانت من الغد نزلت ومعها دفتر صغير، فقالت: يقول لك: إذا صليت على النبي فصل عليه وعلى أوصيائه على هذه النسخة، فأخذتها وكنت أعمل بها، ورأيت عدة ليال قد نزل من الغرفة وضوء السراج قائم. وكنت أفتح الباب وأخرج على أثر الضوء وأنا أراه-أعني الضوء-ولا أرى أحد حتى يدخل المسجد، وأرى جماعة من الرجال من بلدان شتى يأتون باب هذه الدار، فبعضهم يدفعـون إلى العجـوز رقاعـا معهم، ورأيت العجوز قد دفعت إليهـم كذلك الرقـاع فيكلمونها وتكلمهم ولا أفهم عنهم، ورأيت منهم في منصرفنا جماعة في طريقي إلى أن قدمت بغداد. نسخة الدفتر الذي خرج: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وحجة رب العالمين، المنتجب في الميثاق، المصطفى في الظلال، المطهر من كل آفة، البرئ من كل عيب، المؤمل للنجاة، المرتجى للشفاعة، المفوض إليه دين الله. اللهم شرف بنيانه، وعظم برهانه، وأفلج حجته وارفع درجته، وأضئ نوره، وبيض وجهه، وأعطه الفضل والفضيلة، والدرجة والوسيلة الرفيعة، وابعثه مقاما محمودا، يغبطه به الاولون والآخرون. وصل على أمير المؤمنين ووارث المرسلين، وقائد الغر المحجلين، وسيد الوصيين وحجة رب العالمين. وصل على الحسن بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على الحسين بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على علي بن الحسين إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على محمد بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على جعفر بن محمد إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على موسى بن جعفر إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على علي بن موسى إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على محمد بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على علي بن محمد إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على الحسن بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على الخلف الصالح الهادي المهدي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. اللهم صل على محمد وأهل بيته الائمة الهادين المهديين العلماء الصادقين، الابرار المتقين، دعائم دينك، وأركان توحيدك، وتراجمة وحيك، وحججك على خلقك، وخلفاءك في أرضك، الذين اخترتهم لنفسك واصطفيتهم على عبادك، وارتضيتهم لدينك، وخصصتهم بمعرفتك، وجللتهم بكرامتك وغشيتهم برحمتك، وربيتهم بنعمتك، وغذيتهم بحكمتك، وألبستهم نورك، ورفعتهم في ملكوتك، وحففتهم بملائكتك، وشرفتهم بنبيك. اللهم صل على محمد وعليهم صلاة كثيرة دائمة طيبة، لا يحيط بها إلا أنت، ولا يسعها إلا علمك، ولا يحصيها أحد غيرك. اللهم صل على وليك المحيي سنتك، القائم بأمرك، الداعي إليك الدليل عليك، وحجتك على خلقك، وخليفتك في أرضك، وشاهدك على عبادك. اللهم أعز نصره، ومد في عمره، وزين الارض بطول بقائه. اللهم اكفه بغي الحاسدين وأعذه من شر الكائدين، وادحر عنه إرادة الظالمين. وتخلصه من أيدي الجبارين. اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير. اللهم جدد به ما محي من دينك، وأحي به ما بدل من كتابك وأظهر به ما غير من حكمك، حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا، خالصا مخلصا لا شك فيه ولا شبهة معه، ولا باطل عنده، ولا بدعة لديه. اللهم نور بنوره كل ظلمة، وهد بركنه كل بدعة، وأهدم بعزته كل ضلالة، واقصم به كل جبار، واخمد بسيفه كل نار، وأهلك بعدله كل جبار، وأجر حكمه على كل حكم وأذل لسلطانه كل سلطان. اللهم أذل كل من ناواه، وأهلك كل من عاداه وامكر بمن كاده، واستأصل من جحد حقه، واستهان بأمره، وسعى في إطفاء نوره وأراد إخماد ذكره. اللهم صل على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء،(و) الحسن الرضا، والحسين المصطفى، وجميع الاوصياء، مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، ومنار التقى، والعروة الوثقى، والحبل المتين، والصراط المستقيم، وصل على وليك وولاة عهده، والائمة من ولده، ومد في أعمارهم، وأزد في آجالهم، وبلغهم أقصى آمالهم (دين)، دنيا وآخرة إنك على كل شيء قدير.
Français bientôt dispo
وأما ظهور المعجزات الدالة على صحة إمامته في زمان الغيبة فهي أكثر من أن تحصى غير أنا نذكر طرفا منها:
Français bientôt dispo
- أخبرنا جماعة، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن يعقوب رفعه إلى محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال: شككت عند مضي أبي محمد عليه السلام، وكان اجتمع عند أبي مال جليل فحمله وركب السفينة، وخرجت معه مشيعا له، فوعك وعكا شديدا. فقال: يا بني ردني (ردني) فهو الموت، واتق الله في هذا المال، وأوصى إلي ومات. فقلت في نفسي: لم يكن أبي ليوصي بشيء غير صحيح، أحمل هذا المال إلى العراق وأكتري دارا على الشط، ولا أخبر أحدا، فإن وضح لي شيء كوضوحه أيام أبي محمد عليه السلام أنفذته وإلا تصدقت به. فقدمت العراق واكتريت دارا على الشط وبقيت أياما، فإذا أنا برسول معه رقعة فيها: يا محمد معك كذا (وكذا) في جوف كذا وكذا حتى قص علي جميع ما معي مما لم أحط به علما، فسلمت المال إلى الرسول وبقيت أياما لا يرفع بي رأس، فاغتممت. فخرج إلي:قد أقمناك مقام أبيك فاحمد الله.
Français bientôt dispo
- وبهذا الاسناد، عن الحسن بن الفضل بن يزيد اليماني قال:كتبت في معنيين وأردت أن أكتب في الثالث وامتنعت منه مخافة أن يكره ذلك، فورد جواب المعنيين والثالث الذي طويته مفسرا.
Français bientôt dispo
- وبهذا الاسناد، عن بدر-غلام أحمد بن الحسن-قال:وردت الجبل وأنا لا أقول بالامامة، أحبهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبدالملك، فأوصى إلي في علته أن يدفع الشهري السمند وسيفه ومنطقته إلى مولاه فخفت إن لم أدفع الشهري إلى إذ كوتكين نالني منه استخفاف، فقومت الدابة والسيف والمنطقة بسبعمـائة دينـار في نفسي، ولم أطلع عليه أحدا، فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق أن وجه السبعمائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري السمند والسيف والمنطقة.
Français bientôt dispo
- وبهذا الاسناد، عن علي، عمن حدثه قال:ولد لي مولود فكتبت أستأذن في تطهيره(في) اليوم السابع، فورد لا تفعل، فمات اليوم السابع أو الثامن، ثم كتبت بموته فورد سيخلف الله غيره وتسميه أحمد ومن بعد أحمد جعفر، فجاء كما قال.
Français bientôt dispo
- وبهذا الاسناد، عن علي بن محمد، عن أبي عقيل عيسى بن نصر قال: كتب علي بن زياد الصيمري يلتمس كفنا، فكتب إليه: إنك تحتاج (إليه) في سنة ثمانين. فمات في سنة ثمانين، وبعث إليه بالكفن قبل موته.
Français bientôt dispo
- محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد قال: خرج نهي عن زيارة مقابر قريش والحير. فلما كان بعد أشهر، دعا الوزير الباقطاني فقال له: إلق بني الفرات والبرسيين وقل لهم لا تزوروا مقابر قريش، فقد أمر الخليفة أن يتفقد كل من زار فيقبض عليه. وأما ما ظهر من جهته عليه السلام من التوقيعات فكثيرة نذكر طرفا منها.
Français bientôt dispo
- أخبرني جماعة، عن أبي محمد التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن الحسين بن علي القمي، قال: حدثني محمد بن علي بن بنان الطلحي الآبي، عن علي بن محمد بن عبدة النيسابوري، قال: حدثني علي بن إبراهيم الرازي، قال: حدثني الشيخ الموثوق به بمدينة السلام قال: تشاجر ابن أبي غانم القزويني وجماعة من الشيعة في الخلف، فذكر ابن أبي غانم أن أبا محمد عليه السلام مضى ولا خلف له، ثم إنهم كتبوا في ذلك كتابا وأنفذوه إلى الناحية، وأعلموه بما تشاجروا فيه، فورد جواب كتابهم بخطه عليه وعلى آبائه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم. عافانا الله وإياكم من الضلالة والفتن، ووهب لنا ولكم روح اليقين، وأجارنا وإياكم من سوء المنقلب أنه أنهي إلي ارتياب جماعة منكم في الدين، وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة أمورهم، فغمنا ذلك لكم لا لنا، وساءنا فيكم لا فينا، لان الله معنا ولا فاقة بنا إلى غيره، والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا، ونحن صنائع ربنا، والخلق بعد صنائعنا. يا هؤلاء! ما لكم في الريب تترددون، وفي الحيرة تنعكسون؟ أو ما سمعتم الله عز وجل يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾؟ أوما علمتم ما جاءت به الآثار مما يكون ويحدث في أئمتكم عن الماضين والباقين منهم عليهم السلام؟ أوما رأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون إليها، وأعلاما تهتدون بها من لدن آدم عليه السلام إلى أن ظهر الماضي عليه السلام، كلما غاب علم بدا علم، وإذا أفل نجم طلع نجم؟ فلما قبضه الله إليه ظننتم أن الله تعالى أبطل دينه، وقطع السبب بينه وبين خلقه، كلا ما كان ذلك ولا يكون حتى تقوم الساعة، ويظهر أمر الله سبحانه وهم كارهون. وإن الماضي عليه السلام مضى سعيدا فقيدا على منهاج آبائه عليهم السلام حذو النعل بالنعل، وفينا وصيته وعلمه، ومن هو خلفه ومن هو يسد مسده، لا ينازعنا موضعه إلا ظالم آثم، ولا يدعيه دوننا إلا جاحد كافر، ولولا أن أمر الله تعالى لا يغلب، وسره لا يظهر ولا يعلن، لظهر لكم من حقنا ما تبين منه عقولكم، ويزيل شكوككم، لكنه ما شاء الله كان، ولكل أجل كتاب. فاتقوا الله وسلموا لنا، وردوا الامر إلينا، فعلينا الاصدار كما كان منا الايراد، ولا تحاولوا كشف ما غطي عنكم ولا تميلوا عن اليمين، وتعدلوا إلى الشمال، واجعلوا قصدكم إلينا بالمودة على السنة الواضحة، فقد نصحت لكم، والله شاهد علي وعليكم، ولولا ما عندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم، والاشفاق عليكم، لكنا عن مخاطبتكم في شغل فيما قد امتحنا به من منازعة الظالم العتل الضال المتتابع في غيه، المضاد لربه، الداعي ما ليس له، الجاحد حق من افترض الله طاعته، الظالم الغاصب. وفي ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله لي أسوة حسنة وسيردي الجاهل رداءة عمله، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار، عصمنا الله وإياكم من المهالك والاسواء، والآفات والعاهات كلها برحمته، فإنه ولي ذلك والقادر على ما يشاء، وكان لنا ولكم وليا وحافظا، والسلام على جميع الاوصياء والاولياء والمؤمنين ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما.
Français bientôt dispo
- وبهذا الاسناد، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي رضي الله عنه، عن سعد بن عبدالله الأشعري قال: حدثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الاشعري رحمه الله، أنه جاءه بعض أصحابنا يعلمه أن جعفر بن علي كتب إليه كتابا يعرفه فيه نفسه، ويعلمه أنه القيم بعد أخيه، وأن عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج إليه وغير ذلك من العلوم كلها. قال أحمد بن إسحاق: فلما قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام وصيرت كتاب جعفر في درجه، فخرج الجواب إلي في ذلك: بسم الله الرحمن الرحيم. أتاني كتابك أبقاك الله، والكتاب الذي أنفذته درجه وأحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه على اختلاف ألفاظه، وتكرر الخطأ فيه، ولو تدبرته لوقفت على بعض ما وقفت عليه منه، والحمد لله رب العالمين حمدا لا شريك له على إحسانه إلينا، وفضله علينا، أبى الله عز وجل للحق إلا إتمام، وللباطل إلا زهوقا، وهو شاهد علي بما أذكره، ولي عليكم بما أقوله، إذا اجتمعنا ليوم لا ريب فيه ويسألنا عما نحن فيه مختلفون، إنه لم يجعل لصاحب الكتاب على المكتوب إليه ولا عليك ولا على أحد من الخلق جميعا إمامة مفترضة، ولا طاعة ولا ذمة، وسأبين لكم جملة تكتفون بها إن شاء الله تعالى. يا هذا يرحمك الله، إن الله تعالى لم يخلق الخلق عبثا، ولا أهملهم سدى، بل خلقهم بقدرته، وجعل لهم أسماعا وأبصارا وقلوبا وألبابا، ثم بعث إليهم النبيين عليهم السلام مبشرين ومنذرين، يأمرونهم بطاعته وينهونهم عن معصيته، ويعرفونهم ما جهلوه من أمر خالقهم ودينهم، وأنزل عليهم كتابا، وبعث إليهم ملائكة يأتين بينهم وبين من بعثهم إليهم بالفضل الذي جعله لهم عليهم، وما آتاهم من الدلائل الظاهرة والبراهين الباهرة، والآيات الغالبة. فمنهم من جعل النار عليه بردا وسلاما واتخذه خليلا، ومنهم من كلمه تكليما وجعل عصاه ثعبانا مبينا، ومنهم من أحيى الموتى بإذن الله، وأبرأ الاكمه والابرص بإذن الله، ومنهم من علمه منطق الطير وأوتي من كل شيء، ثم بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين، وتمم به نعمته، وختم به أنبياءه، وأرسله إلى الناس كافة، وأظهر من صدقه ما أظهر، وبين من آياته وعلاماته ما بين. ثم قبـضه صـلى الله عـليه وآلـه حميـدا فقيـدا سعيـدا، وجعـل الامـر (مـن) بعـده إلى أخيـه وابن عمـه ووصيـه ووارثـه علـي بن أبـي طـالب عـليـه السلام ثم إلى الاوصياء من ولده واحدا واحدا، أحيى بهم دينه، وأتم بهم نوره، وجعل بينهم وبين إخوانهم وبني عمهم والادنين فالادنين من ذوي أرحامهم فرقان بينا يعرف به الحجة من المحجوج، والامام من المأموم بأن عصمهم من الذنوب، وبرأهم من العيوب، وطهرهم من الدنس، ونزههم من اللبس، وجعلهم خزان علمه، ومستودع حكمته، وموضع سره، وأيدهم بالدلائل، ولولا ذلك لكان الناس على سواء ولادعى أمر الله عز وجل كل أحد، ولما عرف الحق من الباطل، ولا العالم من الجاهل.وقد ادعى هذا المبطل المفتري على الله الكذب بما ادعاه، فلا أدري بأية حالة هي له رجاء أن يتم دعواه، أبفقه في دين الله؟ فو الله ما يعرف حلالا من حرام ولا يفرق بين خطأ وصواب، أم بعلم فما يعلم حقا من باطل، ولا محكما من متشابه ولا يعرف حد الصلاة ووقتها، أم بورع فالله شهيد على تركه الصلاة الفرض أربعين يوما، يزعم ذلك لطلب الشعوذة، ولعل خبره قد تأدى إليكم، وهاتيك ظروف مسكره منصوبة، وآثار عصيانه لله عز وجل مشهورة قائمة، أم بآية فليأت بها، أم بحجة فليقمها، أو بدلالة فليذكرها. قال الله عز وجل في كتابه:﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. حۤم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ. مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ. قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ.وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ.﴾ فالتمس تولى الله توفيقك من هذا الظالم ما ذكرت لك، وامتحنه وسله عن آية من كتاب الله يفسرها أو صلاة فريضة يبين حدودها وما يجب فيها، لتعلم حاله ومقداره، ويظهر لك عواره ونقصانه، والله حسيبه. حفظ الله الحق على أهله، وأقره في مستقره، وقد أبى الله عز وجل أن تكون الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام، وإذا أذن الله لنا في القول ظهر الحق، واضمحل الباطل، وانحسر عنكم، وإلى الله أرغب في الكفاية، وجميل الصنع والولاية، وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وآل محمد.
Français bientôt dispo
- وأخبرني جماعة، عن جعفر بن محمد بن قولويه وأبي غالب الزراري (وغيرهما) عن محمد بن يعقوب الكليني، عن إسحاق بن يعقوب قال:سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتابا قد سئلت فيه عن مسائل أشكلت علي، فورد التوقيع بخط مولينا صاحب الدار عليه السلام: أما ما سألت عنه أرشد الله وثبتك من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا، فاعلم أنه ليس بين الله عز وجل وبين أحد قرابة، ومن أنكرني فليس مني، وسبيله سبيل ابن نوح عليه السلام. وأما سبيل عمي جعفر وولده، فسبيل إخوة يوسف على نبينا وآله وعليه السلام. وأما الفقاع فشربه حرام ولا بأس بالشلماب. وأما أموالكم فما نقبلها إلا لتطهروا فمن شاء فليصل، ومن شاء فليقطع، فما آتانا الله خير مما آتاكم. وأما ظهور الفرج فإنه إلى الله عز وجل، كذب الوقاتون. وأما قول من زعم أن الحسين عليه السلام لم يقتل، فكفر وتكذيب وضلال. وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله (عليكم). وأما محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه وعن أبيه من قبل، فإنه ثقتي وكتابه كتابي. وأما محمد بن علي بن مهزيار الاهوازي فسيصلح الله قلبه، ويزيل عنه شكه. وأما ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلا لما طاب وطهر، وثمن المغنية حرام. وأما محمد بن شاذان بن نعيم فإنه رجل من شعيتنا أهل البيت. وأما أبوالخطاب محمد بن(أبي) زينب الاجدع (فإنه) ملعون وأصحابه ملعونون، فلا تجالس أهل مقالتهم وإني منهم برئ وآبائي عليهم السلام منهم براء. وأما المتلبسون بأموالنا فمن استحل منها شيئا فأكله فإنما يأكل النيران. وأما الخمس فقد أبيح لشيعتنا وجعلوا منه في حل إلى وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث. وأما ندامة قوم قد شكوا في دين الله على ما وصلونا به فقد أقلنا من استقال ولا حاجة لنا في صلة الشاكين. وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عز وجل يقول:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾. إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لاحد من الطواغيت في عنقي. وأما وجه الانتفاع في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الابصار السحاب، وإني لامان أهل الارض كما أن النجوم أمان لاهل السماء، فاغلقوا (أبواب) السؤال عما لا يعنيكم، ولا تتكلفوا على ما قد كفيتم، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم. والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى.
Français bientôt dispo
- وأخبرنا الحسين بن إبراهيم، عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح، عن أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب قال: حدثني أبوالحسن أحمد بن محمد بن تربك الرهاوي، قال: حدثني أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه أو قال أبوالحسن (علي بن) أحمد الدلال القمي قال: إختلف جماعة من الشيعة في أن الله عز وجل فوض إلى الائمة صلوات الله عليهم أن يخلقوا أو يرزقوا؟ فقال قوم: هذا محال! لا يجوز على الله تعالى، لان الاجسام لا يقدر على خلقها غير الله عز وجل. وقال آخرون: بل الله تعالى أقدر الائمة على ذلك وفوضه إليهم، فخلقوا ورزقوا.وتنازعوا في ذلك تنازعا شديدا. فقال قائل: ما بالكم لا ترجعون إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري فتسألونه عن ذلك فيوضح لكم الحق فيه، فإنه الطريق إلى صاحب الامر عجل الله فرجه؟ فرضيت الجماعة بأبي جعفر وسلمت وأجابت إلى قوله، فكتبوا المسألة وأنفذوها إليه، فخرج إليهم من جهته توقيع نسخته: إن الله تعالى هو الذي خلق الاجسام وقسم الارزاق، لانه ليس بجسم ولا حال في جسم: ليس كمثله شيء وهو السميع العليم. وأما الأئمة عليهم السلام فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق ويسألونه فيرزق، إيجابا لمسألتهم وإعظاما لحقهم.
Français bientôt dispo
- وبهذا الاسناد، عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال: حدثني جماعة من بني نوبخت، منهم أبوالحسن بن كثير النوبختي رحمه الله، وحدثتني به أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه أنه حمل إلى أبي (جعفر) رضي الله عنه في وقت من الاوقات ما ينفذه إلى صاحب الامر عليه السلام من قم ونواحيها. فلما وصل الرسول إلى بغداد ودخل إلى أبي جعفر وأوصل إليه ما دفع إليه وودعه وجاء لينصرف، قال له أبوجعفر: قد بقي شيء مما استودعته فأين هو؟ فقال له الرجل: لم يبق شيء يا سيدي في يدي إلا وقد سلمته، فقال له أبو جعفر: بلى قد بقي شيء فارجع إلى ما معك وفتشه وتذكر ما دفع إليك. فمضى الرجل، فبقي أياما يتذكر ويبحث ويفكر فلم يذكر شيئا ولا أخبره من كان في جملته، فرجع إلى أبي جعفر فقال له: لم يبق شيء في يدي مما سلم إلي (وقد حملته) إلى حضرتك، فقال له أبوجعفر: فإنه يقال: لك الثوبان السردانيان اللذان دفعهما إليك فلان بن فلان ما فعلا؟ فقال له الرجل: إي والله يا سيدي لقد نسيتهما حتى ذهبا عن قلبي ولست أدري الآن أين وضعتهما، فمضى الرجل، فلم يبق شيء كان معه إلا فتشه وحله وسأل من حمل إليه شيئا من المتاع أن يفتش ذلك فلم يقف لهما على خبر، فرجع إلى أبي جعفر (فأخبره). فقال له أبوجعفر يقال لك: إمض إلى فلان بن فلان القطان الذي حملت إليه العدلين القطن في دار القطن، فافتق أحدهما وهو الذي عليه مكتوب كذا وكذا فإنهم في جانبه، فتحير الرجل مما أخبر به أبوجعفر، ومضى لوجهه إلى الموضع، ففتق العدل الذي قال له: افتقه، فإذا الثوبان في جانبه قد اندسا مع القطن فأخذهما وجاء (بهما) إلى أبي جعفر، فسلمهم إليه وقال له: لقد نسيتهم لاني لما شددت المتاع بقيا فجعلتهما في جانب العدل ليكون ذلك أحفظ لهما.
Français bientôt dispo
- وأخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال:أخبرنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمد بن أحمد السناني والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي الكوفي رضي الله عنه أنه ورد عليه فيما ورد من جواب مسائله عن محمد بن عثمان العمري قدس سره: وأما ما سألت عنه من الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، فلئن كان كما يقول الناس: إن الشمس تطلع بين قرني شيطان، وتغرب بين قرني شيطان، فما أرغم أنف الشيطان بشيء أفضل من الصلاة فصلها وارغم (أنف) الشيطان.
Français bientôt dispo
- (و) قال أبوجعفر بن بابويه في الخبر الذي روي فيمن أفطر يوما في شهر رمضان متعمدا أن عليه ثلاث كفارات: فإني أفتي به فيمن أفطر بجماع محرم عليه أو بطعام محرم عليه، لوجود ذلك في روايات أبي الحسين الاسدي فيما ورد عليه من الشيخ أبي جعفر بن عثمان العمري رضي الله عنه.
Français bientôt dispo
- أخبرني جماعة، عن أبي محمد هارون، عن أبي علي محمد بن همام، قال أبوعلي: وعلى خاتم أبي جعفر السمان رضي الله عنه: لا إله إلا الله الملك الحق المبين، فسألته عنه فقال: حدثني أبو محمد-يعني صاحب العسكر عليه السلام-عن آبائه عليهم السلام (أنهم) قالوا: كان لفاطمة عليها السلام خاتم فصه عقيق، فلما حضرتها الوفاة دفعته إلى الحسن عليه السلام، فلما حضرته الوفاة دفعه إلى الحسين عليه السلام. قال الحسين عليه السلام: فاشتهيت أن أنقش عليه شيئا، فرأيت في النوم المسيح عيسى بن مريم على نبينا وآله وعليه السلام، فقلت له: يا روح الله،ما أنقش على خاتمي هذا؟ قال:انقش عليه: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ. فإنه أول التوراة وآخر الإنجيل.
Français bientôt dispo
- وأخبرنا جماعة، عن أبي محمد الحسن بن حمزة بن علي بن عبدالله بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال:حدثنا، علي بن محمد الكليني، قال:كتب محمد بن زياد الصيمري يسأل صاحب الزمان عجل الله فرجه كفنا يتيمن بما يكون من عنده، فورد: إنك تحتاج إليه سنة إحدى وثمانين. فمات رحمه الله في (هذ) الوقت الذي حده وبعث إليه بالكفن قبل موته بشهر.
Français bientôt dispo
- وأخبرني جماعة، عن أحمد بن محمد بن عياش، قال:حدثني ابن مروان الكوفي، قال: حدثني ابن أبي سورة قال:كنت بالحائر زائرا عشية عرفة فخرجت متوجها على طريق البر، فلما انتهيت (إلى) المسناة جلست إليها مستريحا، ثم قمت أمشي وإذا رجل على ظهر الطريق فقال لي: هل لك في الرفقة؟ فقلت: نعم فمشينا معا يحدثني وأحدثه وسألني عن حالي، فأعلمته أني مضيق لا شيء معي ولا في يدي، فالتفت إلي فقال لي: إذا دخلت الكوفة فائت (دار) أبا طاهر الزراري فاقرع عليه بابه، فإنه سيخرج إليك وفي يده دم الاضحية، فقل له: يقال لك إعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند رجل السرير، فتعجبت من هذا، ثم فارقني ومضى لوجهه لا أدري أين سلك. ودخلت الكوفة فقصدت (دار) أبا طاهر محمد بن سليمان الزراري، فقرعت (عليه) بابه كما قال لي وخرج إلي وفي يده دم الاضحية فقلت له: يقال لك إعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند رجل السرير، فقال: سمعا وطاعة ودخل فأخرج إلي الصرة فسلمها إلي فأخذتها وانصرفت.
Français bientôt dispo
- وأخبرني جماعة، عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن زيد بن مروان، قال: حدثني أبوعيسى محمد بن علي الجعفري وأبو الحسين محمد بن علي بن الرقام قالا: حدثنا أبوسورة- قال أبو غالب: وقد رأيت ابنا لابي سورة، وكان أبوسورة أحد مشايخ الزيدية المذكورين. قال أبوسورة: خرجت إلى قبر أبي عبدالله عليه السلام أريد يوم عرفة فعرفت يوم عرفة، فلما كان وقت عشاء الآخرة صليت وقمت فابتدأت أقرأ من الحمد، وإذا شاب حسن الوجه عليه جبة سيفي، فابتدأ أيضا من الحمد وختم قبلي أو ختمت قبله، فلما كان الغداة خرجنا جميعا من باب الحائر، فلما صرنا إلى شاطئ الفرات قال لي الشاب: أنت تريد الكوفة فامض فمضيت طريق الفرات، وأخذ الشاب طريق البر. قـال أبـو سـورة:ث ـم أسـفت عـلى فـراقه فـاتبعته فقـال لي:تعال فجئنا جميعا إلى أصل حصن المسناة فنمنا جميعا وانتبهنا فإذا نحن على العوفي على جبل الخندق، فقال لي: أنت مضيق وعليك عيال، فامض إلى أبي طاهر الزراري فيخرج إليك من منزله وفي يده الدم من الاضحية فقل له: شاب من صفته كذا يقول:لك صرة فيها عشرون دينارا جاءك بها بعض إخوانك فخذها منه. قال أبوسورة: فصرت إلى أبي طاهر (بن) الزراري كما قال الشاب ووصفته له فقال:الحمد لله ورأيته، فدخل وأخرج إلي الصرة الدنانير فدفعها إلي وانصرفت. قال أبوعبدالله محمد بن زيد بن مروان-وهو أيضا من أحد مشايخ الزيدية- حدثت بهذا الحديث أبا الحسن محمد بن عبيدالله العلوي ونحن نزول بأرض الهر، فقال: هذا حق جاءني رجل شاب فتوسمت في وجهه سمة فانصرف الناس كلهم، وقلت له: من أنت؟ فقال: أنا رسول الخلف عليه السلام إلى بعض إخوانه ببغداد فقلت له:معك راحلة فقال: نعم في دار الطلحيين، فقلت له: قم فجئ بها، ووجهت معه غلاما فأحضر راحلته وأقام عندي يومه ذلك، وأكل من طعامي وحدثني بكثير من سري وضميري، قال: فقلت له على أي طريق تأخذ؟ قال: أنزل إلى هذه النجفة ثم آتي وادي الرملة، ثم آتي الفسطاط (واتبع الراحلة) فأركب إلى الخلف عليه السلام إلى المغرب. قال أبو الحسن محمد بن عبيد الله: فلما كان من الغد ركب راحلته وركبت معه حتى صرنا إلى قنطرة دار صالح فعبر الخندق وحده وأنا أراه حتى نزل النجف وغاب عن عيني. قال: أبوعبدالله محمد بن زيد: فحدثت أبا بكر محمد بن أبي دارم اليمامي-وهو(من) أحد مشايخ الحشوية- بهذين الحديثين فقال: هذا حق جاءني منذ سنيات ابن أخت أبي بكر (بن) النخالي العطار-وهو صوفي يصحب الصوفية- فقلت من أنت وأين كنت؟ فقال لي: أنا مسافر(منذ) سبع عشرة سنة، فقلت له: فأيش أعجب ما رأيت؟ فقال: نزلت في الاسكندرية في خان ينزله الغرباء، وكان في وسط الخان مسجد يصلي فيه أهل الخان وله إمام وكان شاب يخرج من بيت له (أو) غرفة فيصلي خلف الإمام ويرجع من وقته إلى بيته ولا يلبث مع الجمـاعة. قـال: فقـلت: -لمـا طـال ذلك علي ورأيت منظره شاب نظيف عليه عباء -أنا والله أحب خدمتك والتشرف بين يديك، فقال: شأنك فلم أزل أخدمه حتى أنس بي الانس التام، فقلت له ذات يوم: من أنت أعزك الله؟ قال: أنا صاحب الحق، فقلت له: يا سيدي متى تظهر؟ فقال: ليس هذا أوان ظهوري، وقد بقي مدة من الزمان، فلم أزل على خدمته تلك وهو على حالته من صلاة الجماعة وترك الخوض فيما لا يعنيه إلى أن قال: أحتاج إلى السفر فقلت له: أنا معك.ثم قلت له: يا سيدي متى يظهر أمرك؟ قال: علامة ظهور أمري كثرة الهرج والمرج والفتن، وآتي مكة فأكون في المسجد الحرام فيقول الناس: إنصبوا لنا إماما ويكثر الكلام حتى يقوم رجل من الناس فينظر في وجهي ثم يقول: يا معشر الناس هذا المهدي انظروا إليه، فيأخذون بيدي وينصبوني بين الركن والمقام، فيبايع الناس عند إياسهم عني ، قال: وسرنا إلى ساحل البحر فعزم على ركوب البحر فقلت له: يا سيدي أنا والله أفرق من (ركوب) البحر، فقال:ويحك تخاف وأنا معك، فقلت: لا ولكن أجبن، قال:فركب البحر وانصرفت عنه.
Français bientôt dispo
- أخبرني جماعة، عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عياش، عن أبي غالب الزراري قال:قدمت من الكوفة وأنا شاب إحدى قدماتي ومعي رجل من إخواننا قد ذهب على أبي عبد الله اسمه، وذلك في أيام الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله واستتاره ونصبه أبا جعفر محمد بن علي المعروف بالشلمغاني، وكان مستقيما لم يظهر منه ما ظهر (منه)من الكفر والإلحاد، وكان الناس يقصدونه ويلقونه لأنه كان صاحب الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح سفيرا بينهم وبينه في حوائجهم ومهماتهم.فقال لي صاحبي: هل لك أن تلقى أبا جعفر وتحدث به عهدا، فإنه المنصوب اليوم لهذه الطائفة، فإني أريد أن أسأله شيئا من الدعاء يكتب به إلى الناحية، قال: فقلت: [له] نعم، فدخلنا إليه فرأينا عنده جماعة من أصحابنا فسلمنا عليه وجلسنـا، فأقبل على صـاحبي فقـال: من هذا الفتى معك؟ فقال له: رجل من آل زرارة بن أعين، فأقبل علي فقال: من أي زرارة أنت؟ فقلت: يا سيدي أنا من ولد بكير بن أعين أخي زرارة، فقال: أهل بيت جليل عظيم القدر في هذا الأمر، فأقبل عليه صاحبي فقال له: يا سيدنا أريد المكاتبة في شئ من الدعاء، فقال: نعم. قال: فلما سمعت هذا اعتقدت أن أسأل أنا أيضا مثل ذلك، وكنت اعتقدت في نفسي ما لم أبده لاحد من خلق الله حال والدة أبي العباس ابني، وكانت كثيرة الخلاف والغضب علي، وكانت مني بمنزلة، فقلت في نفسي أسأل الدعاء لي في أمر قد أهمني ولا أسميه، فقلت أطال الله بقاء سيدنا وأنا أسأل حاجة، قال: وما هي؟ قلت: الدعاء لي بالفرج من أمر قد أهمني، قال: فأخذ درجا بين يديه كان أثبت فيه حاجة الرجل فكتب: (و) الزراري يسأل الدعاء له في أمر قد أهمه، قال: ثم طواه فقمنا وانصرفنا.فلما كان بعد أيام قال لي صاحبي:ألا نعود إلى أبي جعفر فنسأله عن حوائجنا التي كنا سألناه، فمضيت معه ودخلنا عليه فحين جلسنا عنده أخرج الدرج، وفيه مسائل كثيرة قد أجيب في تضاعيفها، فأقبل على صاحبي فقرأ عليه جواب ما سأل، ثم أقبل علي وهو يقرأ [فقال:].وأما الزراري وحال الزوج والزوجة فأصلح الله ذات بينهما، قال فورد علي أمر عظيم، وقمنا فانصرفت ، فقال لي: قد ورد عليك هذا الامر فقلت:أعجب منه قال:مثل أي شئ؟ فقلت: لأنه سر لم يعلمه إلا الله تعالى وغيري فقد أخبرني به، فقال: أتشك في أمر الناحية؟ أخبرني الآن ما هو فأخبرته فعجب منه. ثم قضى أن عدنا إلى الكوفة فدخلت داري وكانت أم أبي العباس مغاضبة لي في منزل أهلها فجاءت إلي فاسترضتني واعتذرت ووافقتني ولم تخالفني حتى فرق الموت بيننا.
Français bientôt dispo
- وأخبرني بهذه الحكاية جماعة عن أبي غالب أحمد بن محمد بن سليمان الزراري رحمه الله إجازة وكتب عنه ببغداد أبو الفرج محمد بن المظفر في منزله بسويقة غالب في يوم الأحد لخمس خلون من ذي القعدة سنة ست وخمسين وثلاثمائة قال: كنت تزوجت بأم ولدي وهي أول امرأة تزوجتها، وأنا حينئذ حدث السن وسني إذ ذاك دون العشرين سنة، فدخلت بها في منزل أبيها، فأقامت في منزل أبيها سنين وأنا أجتهد بهم في أن يحولوها إلى منزلي وهم لا يجيبوني إلى ذلك، فحمـلت مني في هـذه المدة وولـدت بنتـا فعاشت مدة ثم ماتت ولم أحضر في ولادتها ولا في موتها ولم أرها منذ ولدت إلى أن توفيت للشرور التي كانت بيني وبينهم. ثم اصطلحنا على أنهم يحملونها إلى منزلي، فدخلت إليهم في منزلهم ودافعوني في نقل المرأة إلي وقدر أن حملت المرأة مع هذه الحال، ثم طالبتهم بنقلها إلى منزلي على ما اتفقنا عليه، فامتنعوا من ذلك، فعاد الشر بيننا وانتقلت عنهم، وولدت وأنا غائب عنها بنتا وبقينا على حال الشر والمضارمة سنين لا آخذها. ثم دخلت بغداد وكان الصاحب بالكوفة في ذلك الوقت أبو جعفر محمد بن أحمد الزجوزجي رحمه الله، وكان لي كالعم أو الوالد، فنزلت عنده ببغداد وشكوت إليه ما أنا فيه من الشرور الواقعة بيني وبين الزوجة وبين الأحماء، فقال لي: تكتب رقعة وتسأل الدعاء فيها. فكتبت رقعة (و) ذكرت فيها حالي وما أنا فيه من خصومة القوم لي وامتناعهم من حمل المرأة إلى منزلي، ومضيت بها أنا وأبو جعفر رحمه الله إلى محمد بن علي، وكان في ذلك الواسطة بيننا وبين الحسين بن روح رضي الله عنه وهو إذ ذاك الوكيل، فدفعناها إليه وسألناه إنفاذها، فأخذها مني وتأخر الجواب عني أياما، فلقيته فقلت له: قد ساءني تأخر الجواب عني، فقال (لي) لا يسؤوك (هذا) فإنه أحب (لي ولك، وأومأ) إلي أن الجواب إن قرب كان من جهة الحسين بن روح رضي الله عنه، وإن تأخر كان من جهة الصاحب عليه السلام، فانصرفت.فلما كان بعد ذلك- ولا أحفظ المدة إلا أنها كانت قريبة- فوجه إلي أبو جعفر الزجوزجي رحمه الله يوما من الأيام، فصرت إليه، فأخرج لي فصلا من رقعة وقال لي: هذا جواب رقعتك فإن شئت أن تنسخه فانسخه ورده فقرأته فإذا فيه والزوج والزوجة فأصلح الله ذات بينهما، ونسخت اللفظ ورددت عليه الفصل، ودخلنا الكوفة فسهل الله لي نقل المرأة بأيسر كلفة، وأقامت معي سنين كثيرة ورزقت مني أولادا وأسأت إليها إساءات واستعملت معها كل ما لا تصبر النساء عليه، فما وقعت بيني وبينها لفظة شر ولا بين أحد من أهلها إلى أن فرق الزمان بيننا. قالوا:قال أبو غالب رحمه الله: وكنت قديما قبل هذه الحال قد كتبت رقعة أسأل فيها أن يقبل ضيعتي، ولم يكن اعتقادي في ذلك الوقت التقرب إلى الله عز وجل بهذه الحال، وإنما كان شهوة مني للاختلاط بالنوبختيين والدخول معهم فيما كانوا (فيه) من الدنيا، فلم أجب إلى ذلك وألححت في ذلك، فكتب إلي أن اختر من تثق به فاكتب الضيعة باسمه فإنك تحتاج إليها. فكتبتها باسم أبي القاسم موسى بن الحسن الزجوزجي ابن أخي أبي جعفر رحمه الله لثقتي به وموضعه من الديانة والنعمة.فلم تمض الأيام حتى أسروني الاعراب ونهبوا الضيعة التي كنت أملكها، وذهب مني فيها من غلاتي ودوابي وآلتي نحو من ألف دينار، وأقمت في أسرهم مدة إلى أن اشتريت نفسي بمائة دينار وألف وخمسمائة درهم، (و)لزمني في أجرة الرسل نحو من خمسمائة درهم، فخرجت واحتجت إلى الضيعة فبعتها.
Français bientôt dispo
- وأخبرني الحسين بن عبيد الله، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي رحمه الله، عن أبي علي بن همام قال: أنفذ محمد بن علي الشلمغاني العزاقري إلى الشيخ الحسين بن روح يسأله أن يباهله وقال: أنا صاحب الرجل وقد أمرت بإظهار العلم، وقد أظهرته باطنا وظاهرا، فباهلني فأنفذ إليه الشيخ رضي الله عنه في جواب ذلك أينا تقدم صاحبه فهو المخصوم، فتقدم العزاقري فقتل وصلب وأخذ معه ابن أبي عون، وذلك في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
Français bientôt dispo
- قال ابن نوح:وأخبرني جدي محمد بن أحمد بن العباس بن نوح رضي الله عنه قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن جعفر بن إسماعيل بن صالح الصيمري قال: لما أنفذ الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه التوقيع في لعن ابن أبي العزاقر أنفذه من محبسه في دار المقتدر إلى شيخنا أبي علي بن همام رحمه الله في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وأملاه أبو علي رحمه الله علي وعرفني أن أبا القاسم رضي الله عنه راجع في ترك إظهاره، فإنه في يد القوم و(في) حبسهم فأمر بإظهاره وأن لا يخشى ويأمن، فتخلص فخرج من الحبس بعد ذلك بمدة يسيرة والحمد لله.
Français bientôt dispo
- قال: ووجدت في أصل عتيق كتب بالأهواز في المحرم سنة سبع عشرة وثلاثمائة: أبو عبد الله، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد (بن عمر) بن علي بن أبي طالب الجرجاني قال: كنت بمدينة قم فجرى بين إخواننا كلام في أمر رجل أنكر ولده، فانفذوا رجلا إلى الشيخ صانه الله.وكنت حاضرا عنده أيده الله فدفع إليه الكتاب فلم يقرأه وأمره أن يذهب إلى أبي عبد الله البزوفري أعزه الله ليجيب عن الكتاب فصار إليه وأنا حاضر، فقال [له] أبو عبد الله:الولد ولده وواقعها في يوم كذا وكذا في موضع كذا وكذا فقل له:فيجعل اسمه محمدا فرجع الرسول إلى البلد وعرفهم ووضح عندهم القول وولد الولد وسمي محمدا.
Français bientôt dispo
"- قال ابن نوح: وحدثني أبو عبد الله الحسين محمد بن سورة القمي رحمه الله حين قدم علينا حاجا، قال حدثني علي بن الحسن بن يوسف الصائغ القمي ومحمد بن أحمد بن محمد الصيرفي المعروف بابن الدلال وغيرهما من مشايخ أهل قم أن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه فلم يرزق منها ولدا.فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء، فجاء الجواب: ""إنك لا ترزق من هذه وستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين "".قال: وقال لي أبو عبد الله بن سورة حفظه الله:ولأبي الحسن بن بابويه رحمه الله ثلاثة أولاد، محمد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ، ويحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم، ولهما أخ اسمه الحسن وهو الأوسط مشتغل بالعبادة والزهد، لا يختلط بالناس ولا فقه له. قال ابن سورة:كلما روى أبو جعفر، وأبو عبد الله ابنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما ويقولون لهما: هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الامام لكما، وهذا أمر مستفيض في أهل قم."
Français bientôt dispo
- (قال) وسمعت أبا عبد الله بن سورة القمي يقول: سمعت سرورا- وكان رجلا عابدا مجتهدا لقيته بالأهواز غير أني نسيت نسبه- يقول: كنت أخرس لا أتكلم، فحملني أبي وعمي في صباي وسني، إذ ذاك ثلاثة عشر أو أربعة عشر إلى الشيخ أبي القاسم بن روح رضي الله عنه، فسألاه أن يسأل الحضرة أن يفتح الله لساني. فذكر الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح أنكم أمرتم بالخروج إلى الحائر. قال سرور: فخرجنا أنا وأبي وعمي إلى الحائر فاغتسلنا وزرنا ، قال: فصاح بي أبي وعمي: يا سرور فقلت بلسان فصيح: لبيك فقال لي: ويحك تكلمت فقلت: نعم. قال أبو عبد الله بن سورة (و) كان سرور هذا (رجلا) ليس بجهوري الصوت.
Français bientôt dispo
"- أخبرني محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله، عن محمد بن أحمد الصفواني رحمه الله قال: رأيت القاسم بن العلاء وقد عمر مائة سنة وسبع عشرة سنة منها ثمانون سنة صحيح العينين، لقي مولانا أبا الحسن وأبا محمد العسكريين عليهما السلام. وحجب بعد الثمانين، وردت عليه عينـاه قبل وفاته بسبـعة أيـام. وذلك أنـي كنت مقيمـا عنده بمدينة الران من أرض آذربايجان، وكان لا تنقطع توقيعات مولانا صاحب الزمان عليه السلام على يد أبي جعفر محمد بن عثمان العمري وبعده على [يد] أبي القاسم [الحسين] بن روح قدس الله روحهما، فانقطعت عنه المكاتبة نحوا من شهرين، فقلق رحمه الله لذلك. فبينا نحن عنده نأكل إذ دخل البواب مستبشرا، فقال له: فيج العراق لا يسمى بغيره- فاستبشر القاسم وحول وجهه إلى القبلة، فسجد ودخل كهل قصير يرى أثر الفيوج عليه، وعليه جبة مصرية، وفي رجله نعل محاملي، وعلى كتفه مخلاة. فقام القاسم فعانقه ووضع المخلاة عن عنقه، ودعا بطشت وماء فغسل يده وأجلسه إلى جانبه، فأكلنا وغسلنا أيدينا، فقام الرجل فأخرج كتابا أفضل من النصف المدرج ، فناوله القاسم، فأخذه وقبله ودفعه إلى كاتب له يقال له ابن أبي سلمة، فأخذه أبو عبد الله ففضه وقرأه حتى أحس القاسم بنكاية. فقال: يا أبا عبد الله خير، فقال: خير، فقال: ويحك خرج في شئ فقال أبو عبد الله: ما تكره فلا، قال القاسم: فما هو؟ قال: نعي الشيخ إلى نفسه بعد ورود هذا الكتاب بأربعين يوما، وقد حمل إليه سبعة أثواب فقال القاسم: في سلامة من ديني؟ فقال: في سلامة من دينك، فضحك رحمه الله فقال:ما أؤمل بعد هذا العمر. فقال الرجل الوارد: فأخرج من مخلاته ثلاثة أزر وحبرة يمانية حمراء وعمامة وثوبين ومنديلا فأخذه القاسم، وكان عنده قميص خلعه عليه مولانا الرضا أبو الحسن عليه السلام، وكان له صديق يقال له عبد الرحمن بن محمد البدري ، وكان شديد النصب، وكان بينه وبين القاسم نضر الله وجهه مودة في أمور الدنيا شديدة، وكان القاسم يوده، و (قد) كان عبد الرحمن وافى إلى الدار لاصلاح بين أبي جعفر بن حمدون الهمداني وبين ختنة ابن القاسم. فقال القاسم لشيخين من مشايخنا المقيمين معه أحدهما يقال له أبو حامد عمران بن المفلس والآخر أبو علي بن جحدر: أن اقرئا هذا الكتاب عبد الرحمن بن محمد فإني أحب هدايته وأرجو [أن] يهديه الله بقراءة هذا الكتاب، فقالا له: الله الله الله فإن هذا الكتاب لا يحتمل ما فيه خلق من الشيعة فكيف عبد الرحمن بن محمد.فقال: أنا أعلم أني مفش لسر لا يجوز لي إعلانه، لكن من محبتي لعبد الرحمن بن محمد وشهوتي أن يهديه الله عز وجل لهذا الأمر هوذا، إقرأه الكتاب. فلما مر [في] ذلك اليوم- وكان يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من رجب- دخل عبد الرحمن بن محمد وسلم عليه، فأخرج القاسم الكتاب فقال له: إقرأ هذا الكتاب وانظر لنفسك، فقرأ عبد الرحمن الكتاب فلما بلغ إلى موضع النعي رمى الكتاب عن يده وقال للقاسم: يا با محمد اتق الله فإنك رجل فاضل في دينك، متمكن من عقلك، والله عز وجل يقول: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ .وقال: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يظْهرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً﴾. فضحك القاسم وقال له: أتم الآية: ﴿إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ﴾ ومولاي عليه السلام هو الرضا من الرسول، وقال: قد علمت أنك تقول هذا ولكن أرخ اليوم، فإن أنا عشت بعد هذا اليوم المؤرخ في هذا الكتاب فاعلم أني لست على شئ، وإن أنا مت فانظر لنفسك، فورخ عبد الرحمن اليوم وافترقوا. وحم القاسم يوم السابع من ورود الكتاب، واشتدت به في ذلك اليوم العلة، واستند في فراشه إلى الحائط، وكان ابنه الحسن بن القاسم مدمنا على شرب الخمر، وكان متزوجا إلى أبي عبد الله بن حمدون الهمداني، وكان جالسا ورداؤه مستورعلى وجهه في ناحية من الدار، وأبو حامد في ناحية، وأبو علي بن جحدر وأنا وجماعة من أهل البلد نبكي، إذ اتكى القاسم على يديه إلى خلف وجعل يقول: يا محمد يا علي يا حسن يا حسين يا موالي كونوا شفعائي إلى الله عز وجل وقالها الثانية، وقالها الثالثة. فلما بلغ في الثالثة: يا موسى يا علي تفرقعت أجفان عينيه كما يفرقع الصبيان شقائق النعمان، وانتفخت حدقته، وجعل يمسح بكمه عينيه، وخرج من عينيه شبيه بماء اللحم مد طرفه إلى ابنه، فقال: يا حسن إلي يا با حامد [إلي] يا با علي (إلي)، فاجتمعنا حوله ونظرنا إلى الحدقتين صحيحتين، فقال له أبو حامد: تراني وجعل يده على كل واحد منا، وشاع الخبر في الناس والعامة، و(انتابه) الناس من العوام ينظرون إليه. وركب القاضي إليه وهو أبو السائب عتبة بن عبيد الله المسعودي وهو قاضي القضاة ببغداد ، فدخل عليه فقال له: يا با محمد ما هذا الذي بيدي وأراه خاتما فصه فيروزج، فقربه منه فقال:عليه ثلاثة أسطر فتناوله القاسم رحمه الله فلم يمكنه قراءته وخرج الناس متعجبين يتحدثون بخبره، والتفت القاسم إلى ابنه الحسن فقال له: إن الله منزلك منزلة ومرتبك مرتبة فاقبلها بشكر، فقال له الحسن: يا أبه قد قبلتها، قال القاسم: على ماذا؟ قال:على ما تأمرني به يا أبه، قال: على أن ترجع عما أنت عليه من شرب الخمر، قال الحسن: يا أبه وحق من أنت في ذكره لأرجعن عن شرب الخمر، ومع الخمر أشياء لا تعرفها، فرفع القاسم يده إلى السماء وقال: اللهم ألهم الحسن طاعتك، وجنبه معصيتك ثلاث مرات، ثم دعا بدرج فكتب وصيته بيده رحمه الله وكانت الضياع التي في يده لمولانا وقف وقفه (أبوه). وكان فيما أوصى الحسن أن قال: يا بني إن أهلت لهذا الأمر يعني الوكالة لمولانا فيكون قوتك من نصف ضيعتي المعروفة بفرجيذه، وسائرها ملك لمولاي، وإن لم تؤهل له فاطلب خيرك من حيث يتقبل الله، وقبل الحسن وصيته على ذلك.فلما كان في يوم الأربعين وقد طلع الفجر مات القاسم رحمه الله، فوافاه عبد الرحمن يعدو في الأسواق حافيا حاسرا وهو يصيح:وا سيداه، فاستعظم الناس ذلك منه وجعل الناس يقولون: ما الذي تفعل بنفسك، فقال: اسكنوا فقد رأيت ما لم تروه، وتشيع ورجع عما كان عليه، ووقف الكثير من ضياعه. وتولى أبو علي بن جحدر غسل القاسم وأبو حامد يصب عليه الماء، وكفن في ثمانية أثواب على بدنه قميص مولاه أبي الحسن وما يليه السبعة الأثواب التي جاءته من العراق. فلما كان بعد مدة يسيرة ورد كتاب تعزية على الحسن من مولانا عليه السلام في آخره دعاء ""ألهمك الله طاعته وجنبك معصيته"" وهو الدعاء الذي كان دعا به أبوه، وكان آخره ""قد جعلنا أباك إماما لك وفعاله لك مثالا""."
Français bientôt dispo
- وبهذا الاسناد، عن الصفواني قال: وافى الحسن بن علي الوجناء النصيبي سنة سبع وثلاثمائة ومعه محمد بن الفضل الموصلي، وكان رجلا شيعيا غير أنه ينكر وكالة أبي القاسم بن روح رضي الله عنه ويقول: إن هذه الأموال تخرج في غير حقوقها. فقال الحسن بن علي الوجناء لمحمد بن الفضل:يا ذا الرجل اتق الله فإن صحة وكالة أبي القاسم كصحة وكالة أبي جعفر محمد بن عثمان العمري، وقد كانا نزلا ببغداد على الزاهر، وكنا حضرنا للسلام عليهما، وكان قد حضر هناك شيخ لنا يقال له أبو الحسن بن ظفر وأبو القاسم بن الأزهر، فطال الخطاب بين محمد بن الفضل وبين الحسن (بن علي، فقال محمد بن الفضل للحسن): من لي بصحة ما تقول وتثبت وكالة الحسين بن روح؟ فقال الحسن بن علي الوجناء: أبين لك ذلك بدليل يثبت في نفسك، وكان مع محمد بن الفضل دفتر كبير فيه ورق طلحي مجلد بأسود فيه حسباناته ، فتناول الدفتر الحسن وقطع منه نصف ورقة كان فيه بياض، وقال لمحمد بن الفضل: أبروا لي قلما فبرى قلما واتفقا على شئ بينهما لم أقف أنا عليه واطلع عليه أبا الحسن بن ظفر وتناول الحسن بن علي الوجناء القلم، وجعل يكتب ما اتفقا عليه في تلك الورقة بذلك القلم المبري بلا مداد، ولا يؤثر فيه حتى ملا الورقة. ثم ختمه وأعطاه لشيخ كان مع محمد بن الفضل أسود يخدمه، وأنفذ بها إلى أبي القاسم الحسين بن روح ومعنا ابن الوجناء لم يبرح، وحضرت صلاة الظهر فصلينا هناك، ورجع الرسول فقال: قال لي: إمض فإن الجواب يجئ، وقدمت المائدة فنحن في الأكل إذ ورد الجواب في تلك الورقة مكتوب بمداد عن فصل فصل، فلطم محمد بن الفضل وجهه ولم يتهنأ بطعامه، وقال لابن الوجناء: قم معي، فقام معه حتى دخل على أبي القاسم بن روح رضي الله عنه وبقي يبكي ويقول:يا سيدي أقلني أقالك الله، فقال أبو القاسم يغفر الله لنا ولك إن شاء الله.
Français bientôt dispo
- أخبرنا جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ابن أخي طاهر ببغداد طرف سوق القطن في داره قال: قدم أبو الحسن علي بن أحمد بن علي العقيقي بغداد إلى علي بن عيسى بن الجراح - وهو يومئذ وزير في أمر ضيعة له -فسأله فقال له: إن أهل بيتك في هذا البلد كثير، فإن ذهبنا نعطي كلما سألونا، طال ذلك، أو كما قال. فقال له العقيقي: فإني أسأل من في يده قضاء حاجتي، فقال له علي بن عيسى: من هو ذلك؟ فقال: الله جل ذكره، فخرج وهو مغضب، قال: فخرجت وأنا أقول في الله عزاء من كل هالك، ودرك من كل مصيبة، قال فانصرفت، فجاءني الرسول من عند الحسين بن روح رضي الله عنه فشكوت إليه فذهب من عندي فأبلغه فجاءني الرسول بمائة درهم عدد ووزن مائة درهم ومنديل وشئ من حنوط وأكفان وقال لي:مولاك يقرئك السـلام ويقـول:إذا همـك أمـر أو غـم فامسـح بهـذا المنـديل وجهـك فـإن هذا منديل مولاك، وخذ هذه الدراهم وهذا الحنوط وهذه الأكفان، وستقضى حاجتك في هذه الليلة، فإذا قدمت إلى مصر مات محمد بن إسماعيل من قبلك بعشرة أيام، ثم مت بعده، فيكون هذا كفنك وهذا حنوطك وهذا جهازك. [قال:] فأخذت ذلك وحفظته وانصرف الرسول، وإذا أنا بالمشاعل على بابي والباب يدق، فقلت لغلامي خير:يا خير أنظر أي شئ هو ذا؟ فقال: هذا غلام حميد بن محمد الكاتب ابن عم الوزير فأدخله إلي، فقال لي: قد طلبك الوزير ويقول لك مولاي حميد: اركب إلي. [قال:] فركبت وفتحت الشوارع والدروب [وجئت] إلى شارع الوزانين، فإذا بحميد قاعد ينتظرني، فلما رآني أخذ بيدي وركبنا فدخلنا على الوزير، فقال لي الوزير: يا شيخ قد قضى الله حاجتك، واعتذر إلي ودفع إلي الكتب مكتوبة مختومة قد فرغ منها، قال:فأخذت ذلك وخرجت. قال: وقال أبو محمد الحسن بن محمد:فحدثنا أبو الحسن علي بن أحمد العقيقي بنصيبين بهذا وقال لي:ما خرج هذا الحنوط إلا إلى عمتي فلانة فلم يسمها وقد نعيت إلي نفسي، وقد قال لي الحسين بن روح رحمه الله:إني أملك الضيعة وقد كتب لي بالذي أردت فقمت إليه وقبلت رأسه وعينيه وقلت له:يا سيدي أرني الأكفان والحنوط والدراهم، قال: فاخرج لي الأكفان، فإذا فيه برد حبر مسهم من نسج اليمن وثلاثة أثواب مروي وعمامة وإذا الحنوط في خريطة، فأخرج الدراهم فوزنها مائة درهم وعددها مائة درهم.فقلت له:يا سيدي هب لي منها درهما أصوغه خاتما، فقال (و) كيف يكون ذلك، خذ من عندي ما شئت، فقلت:أريد من هذه وألححت عليه وقبلت رأسه (وعينيه)، فأعطاني درهما شددته في منديلي وجعلته في كمي.فلما صرت إلى الخان فتحت زنفيلجة معي، وجعلت المنديل في الزنفيلجة وفيه الدرهم مشدود، وجعلت كتبي ودفاتري (فيها) وأقمت أياما ثم جئت أطلب الدرهم فإذا الصرة مصرورة بحالها ولا شئ فيها، فأخذني شبه الوسواس، فصرت إلى باب العقيقي، فقلت لغلامه خير، أريد الدخول إلى الشيخ، فأدخلني إليه فقال لي: مالك يا سيدي؟ فقلت: الدرهم الذي أعطيتني ما أصبته في الصرة، فدعا بزنفيلجة وأخرج الدراهم فإذا هي مائة عددا ووزنا، ولم يكن معي أحد اتهمه فسألته رده إلي، ثم خرج إلى مصر وأخذ الضيعة، ومات قبله محمد بن إسماعيل بعشرة كما قيل ثم توفي رحمه الله وكفن في الأكفان التي دفعت إليه.
Français bientôt dispo
- وأخبرنا جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه وأبي عبد الله الحسين بن علي أخيه قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الأسود رحمه الله قال سألني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رضي الله عنه بعد موت محمد بن عثمان العمري قدس سره أن أسأل أبا القاسم الروحي قدس الله روحه أن يسأل مولانا صاحب الزمان عليه السلام أن يدعو الله أن يرزقه ولدا (ذكرا) .قال: فسألته فأنهى ذلك، ثم أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام أنه قد دعا لعلي بن الحسين رحمه الله فإنه سيولد له ولد مبارك ينفع الله به، وبعده أولاد. قال أبو جعفر محمد بن علي الأسود وسألته في أمر نفسي أن يدعو لي أن أرزق ولدا (ذكرا) فلم يجبني إليه وقال لي ليس إلى هذا سبيل قال: فولد لعلي بن الحسين رضي الله عنه تلك السنة [ابنه] محمد بن علي وبعده أولاد، ولم يولد لي.قال أبو جعفر بن بابويه: وكان أبو جعفر محمد بن علي الأسود كثيرا ما يقول لي- إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه وأرغب في كتب العلم وحفظه-: ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم وأنت ولدت بدعاء الإمام عليه السلام .
Français bientôt dispo
- وقال أبو عبد الله بن بابويه:عقدت المجلس ولي دون العشرين سنة، فربما كان يحضر مجلسي أبو جعفر محمد بن علي الأسود، فإذا نظر إلى إسراعي في الأجوبة في الحلال والحرام يكثر التعجب لصغر سني ثم يقول لا عجب لأنك ولدت بدعاء الإمام عليه السلام.
Français bientôt dispo
"- وأخبرنا جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه قال: أخبرنا محمد بن علي بن متيل قال: كانت امرأة يقال لها زينب من أهل آبة، وكانت امرأة محمد بن عبديل الآبي معهـا ثلاثمـائة دينـار، فصـارت إلى عـمي جـعفر بن أحـمد بن متيـل وقـالت: أحب أن يسلم هذا المال من يدي إلى يد أبي القاسم بن روح رضي الله عنه قال:فانفذني معها أترجم عنها فلما دخلت على أبي القاسم بن روح رضي الله عنه أقبل عليها بلسان آبي فصيح فقال لها: ""زينب چونا چون بدا كوليه جونسته ""ومعناه كيف أنت وكيف كنت وما خبر صبيانك؟ فاستغنت من الترجمة وسلمت المال ورجعت."
Français bientôt dispo
- وأخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: كنت عند الشيخ أبي القاسم بن روح رضي الله عنه مع جماعة فيهم علي بن عيسى القصري، فقام إليه رجل فقال: إني أريد أن أسألك عن شئ، فقال له:سل عما بدا لك وذكر مسائل ذكرناها في غير هذا الموضع. قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق: فعدت إلى الشيخ أبي القاسم بن روح رضي الله عنه من الغد وأنا أقول في نفسي: أتراه ذكر لنا أمس من عند نفسه؟ فابتدأنا فقال: يا محمد بن إبراهيم لئن أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح من مكان سحيق أحب إلي من [أن] أقول في دين الله عز وجل برأيي ومن عند نفسي، بل ذلك عن الأصل، ومسموع من الحجة عليه السلام.
Français bientôt dispo
- وأخبرني جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، قال: حدثني جماعة من أهل بلدنا المقيمين كانوا ببغداد في السنة التي خرجت القرامطة على الحاج، وهي سنة (تنأثر) الكواكب أن والدي رضي الله عنه كتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه يستأذن في الخروج إلى الحج. فخرج في الجواب: لا تخرج في هذه السنة. فأعاد فقال: هو نذر واجب أفيجوز لي القعود عنه؟ فخرج الجواب: إن كان لابد فكن في القافلة الأخيرة. فكان في القافلة الأخيرة فسلم بنفسه وقتل من تقدمه في القوافل الاخر.
Français bientôt dispo
"- وأخبرني جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين قال: حدثنا أبو محمد عمار بن الحسين بن إسحاق الأسروشني ، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن أبي صالح الخجندي وكان قد ألح في الفحص والطلب، وسار في البلاد، وكتب على يد الشيخ أبي القاسم بن روح رضي الله عنه إلى الصاحب عليه السلام يشكو تعلق قلبه واشتغاله بالفحص والطلب، ويسأل الجواب بما تسكن إليه نفسه، ويكشف له عما يعمل عليه قال: فخرج إلى توقيع نسخته: ""من بحث فقد طلب، ومن طلب فقد ذل ومن ذل فقد أشاط ومن أشاط فقد أشرك "".قال:فكففت عن الطلب وسكنت نفسي، وعدت إلى وطني مسرورا والحمد لله."
Français bientôt dispo
- وأخبرني جماعة، عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري قال:جرى بيني وبين والدة أبي العباس -يعني ابنه -من الخصومة والشر أمر عظيم ما لا يكاد أن يتفق، وتتابع ذلك وكثر إلى أن ضجرت به، وكتبت على يد أبي جعفر أسأل الدعاء فأبطأ عني الجواب مدة، ثم لقيني أبو جعفر فقال:قد ورد جواب مسألتك، فجئته فأخرج إلي مدرجا فلم يزل يدرجه إلى أن أراني فصلا منه فيه:وأما الزوج والزوجة فأصلح الله بينهما، فلم تزل على حال الاستقامة ولم يجر بيننا بعد ذلك شئ مما كان يجري، وقد كنت أتعمد ما يسخطها فلا يجري [فيه] منها شئ، هذا معنى لفظ أبي غالب رضي الله عنه أو قريب منه.
Français bientôt dispo
قال ابن نوح: وكان عندي أنه كتب على يد أبي جعفر بن أبي العزاقر- قبل تغيره وخروج لعنه على ما حكاه ابن عياش إلى أن حدثني بعض من (سمع ذلك معي) أنه إنما عنى أبا جعفر الزجوزجي رضي الله عنه وأن الكتاب إنما كان من الكوفة، وذلك أن أبا غالب قال لنا: كنا نلقي أبا القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه قبل أن يقضي الامر إليه صرنا نلقي أبا جعفر بن الشلمغاني ولا نلقاه.وحدثنا بهاتين الحكايتين مذاكرة لم أقيدهما. [بالكتابة] وقيدهما غيري، إلا أنه كان يكثر ذكرهما والحديث بهما حتى سمعتهما منه ما لا أحصي، والحمد لله شكرا دائما وصلى الله على محمد وآله وسلم.
Français bientôt dispo
- وأخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه الله قال: كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه مع جماعة (منهم) علي بن عيسى القصري فقام إليه رجل فقال إني أريد أن أسألك عن شئ فقال له: سل عما بدا لك، فقال الرجل: أخبرني عن الحسين عليه السلام أهو ولي الله؟ قال: نعم، قال: أخبرني عن قاتله لعنه الله أهو عدو الله؟ قال: نعم، قال الرجل: فهل يجوز أن يسلط الله عز وجل عدوه على وليه؟ فقال له أبو القاسم قدس سره: إفهم عني ما أقول لك إعلم أن الله تعالى لا يخاطب الناس بمشاهدة العيان، ولا يشافههم بالكلام، ولكنه جلت عظمته يبعث إليهم رسلا من أجناسهم وأصنافهم بشرا مثلهم، ولو بعث إليه رسلا من غير صفتهم وصورهم لنفروا عنهم، ولم يقبلوا منهم، فلما جاؤوهم وكانوا من جنسهم يأكلون ويمشون في الأسواق قالوا لهم: أنتم مثلنا لا نقبل منكم حتى تأتوا بشئ نعجز عن أن نأتي بمثله فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدرعليه، فجعل الله عز وجل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها.فمنهم: من جاء بالطوفان بعد الاعذار والانذار، ففرق جميع من طغى وتمرد، ومنهم:من ألقي في النار فكانت عليه بردا وسلاما، ومنهم: من أخرج من الحجر الصلد الناقة وأجرى من ضرعها لبنا، ومنهم: (من) فلق له البحر، وفجر له (من الحجر) العيون، وجعل له العصا اليابسة ثعبانا تلقف ما يأفكون، ومنهم:من أبرأ الأكمه [والأبرص] وأحيى الموتى بإذن الله، وأنبأهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، ومنهم:من انشق له القمر وكلمته البهائم مثل البعير والذئب وغير ذلك.فلما أتوا بمثل ذلك، وعجز الخلق من أممهم أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله جل جلاله ولطفه بعباده وحكمته أن جعل أنبياءه مع هذه المعجزات في حال غالبين، وأخرى مغلوبين، وفي حال قاهرين، وأخرى مقهورين، ولو جعلهم عز وجل في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين، ولم يبتلهم ولم يمتحنهم، لأتخذهم الناس آلهة من دون الله عز وجل، ولما عرف فضل صبرهم على البلاء والمحن والاختبار. ولكنه جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم، ليكونوا في حال المحنة والبلوى صابرين وفي [حال] العافية والظهور على الأعداء شاكرين، ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين، غير شامخين ولا متجبرين، وليعلم العباد أن لهم عليهم السلام إلها هو خالقهم ومدبرهم فيعبدوه ويطيعوا رسله، ويكونوا حجة لله ثابتة على من تجاوز الحد فيهم وادعى لهم الربوبية، أو عاند وخالف وعصى، وجحد بما أتت به الأنبياء والرسل، وليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة. قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه: فعدت إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس سره من الغد وأنا أقول في نفسي: أتراه ذكر لنا يوم أمس [من]عند نفسه؟ فابتدأني فقال: يا محمد بن إبراهيم لئن أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح من مكان سحيق أحب إلي من أن أقول في دين الله برأيي ومن عند نفسي، بل ذلك من الأصل ومسموع من الحجة صلوات الله وسلامه عليه.
Français bientôt dispo
(و)قد ذكرنا طرفا من الأخبار الدالة على إمامة ابن الحسن عليه السلام وثبوت غيبته ووجود عينه ، لأنهـا أخبـار تضمنت الاخبـار بالغايبـات وبالشئ قبل كونـه على وجـه خارق للعادة، لا يعلم ذلك إلا من أعلمه الله على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، ووصل إليه من جهة من دل الدليل على صدقه، ولولا صدقهم لما كان كذلك، لان المعجزات لا تظهر على يد الكذابين، وإذا ثبت صدقهم دل على وجود من أسندوا ذلك إليه، ولم نستوف ما ورد في هذا المعنى لئلا يطول به الكتاب وهو موجود في الكتب.
Français bientôt dispo
لا علة تمنع من ظهوره إلا خوفه على نفسه من القتل، لانه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار، وكان يتحمل المشاق والاذى، فإن منازل الائمة وكذلك الانبياء عليهم السلام إنما تعظم لتحملهم المشاق العظيمة في ذات الله تعالى.
Français bientôt dispo
فإن قيل: هلا منع الله من قتله بما يحول بينه وبين من يريد قتله؟ قلنا: المنع الذي لا ينافي التكليف هو النهي عن خلافه والامر بوجوب اتباعه ونصرته والتزام الانقياد له، وكل ذلك فعله تعالى، وأما الحيلولة بينهم وبينه فإنه ينافي التكليف، وينقض الغرض (به)، لان الغرض بالتكليف استحقاق الثواب، والحيلولة ينافي ذلك، وربما كان في الحيلولة والمنع من قتله بالقهر مفسدة للخلق، فلا يحسن من الله فعلها. وليس هذا كما قال بعض أصحابنا:إنه لا يمتنع أن يكون في ظهوره مفسدة وفي استتاره مصلحة، لأن الذي قاله يفسد طريق وجوب الرسالة في كل حال وتطرق القول بأنها تجري مجرى الالطاف التي تتغير بالازمان والاوقات، والقهر والحيلولة ليس كذلك، ولا يمتنع أن يقال: (إن) في ذلك مفسدة ولا يؤدي إلى إفساد وجوب الرئاسة.
Français bientôt dispo
إن قيل: أليس آباؤه عليهم السلام كانوا ظاهرين ولم يخافوا ولا صاروا بحيث لا يصل إليهم أحد؟ قلنا: آباؤه عليهم السلام حالهم بخلاف حاله، لأنه كان المعلوم من حال آبائه لسلاطين الوقت وغيرهم أنهم لا يرون الخروج عليهم، ولا يعتقدون أنهم يقومون بالسيف ويزيلون الدول، بل كان المعلوم من حالهم أنهم ينتظرون مهديا لهم، وليس يضر السلطان اعتقاد من يعتقد إمامتهم إذا أمنوهم على مملكتهم (ولم يخافوا جانبهم). وليس كذلك صاحب الزمان عليه السلام، لأن المعلوم منه أنه يقوم بالسيف ويزيل الممالك ويقهر كل سلطان ويبسط العدل ويميت الجور، فمن هذه صفته يخاف جانبه ويتقي فورته، فيتتبع ويرصد، ويوضع العيون عليه، ويعنى به خوفا من وثبته وريبة من تمكنه فيخاف حينئذ ويحوج إلى التحرز والاستظهار، بأن يخفي شخصه عن كل من لا يأمنه من ولي وعدو إلى وقت خروجه. وأيضا فأبآؤه عليهم السلام إنما ظهروا لأنه كان المعلوم أنه لو حدث بهم حادث لكان هناك من يقوم مقامه ويسد مسده من أولادهم، وليس كذلك صاحب الزمان عليه السلام، لان المعلوم أنه ليس بعده من يقوم مقامه قبل حضور وقت قيامه بالسيف، فلذلك وجب استتاره وغيبته، وفارق حاله حال آبائه عليهم السلام، وهذا واضح بحمد الله. فإن قيل: بأي شيء يعلم زوال الخوف وقت ظهوره أبوحي من الله؟ فالإمام لا يوحى إليه، أو بعلم ضروري؟ فذلك ينافي التكليف، أو بأمارة توجب عليه الظن؟ ففي ذلك تغرير بالنفس.
Français bientôt dispo
قلنا: عن ذلك جوابان: أحدهما أن الله تعالى أعلمه على لسان نبيه صلى الله عليه وآله، وأوقفه عليه من جهة آبائه عليهم السلام زمان غيبته المخوفة، وزمان زوال الخوف عنه، فهو يتبع في ذلك ما شرع له وأوقف عليه، وإنما أخفي ذلك عنا لما فيه من المصلحة، فأما هو فهو عالم به لا يرجع (فيه) إلى الظن. والثاني أنه لا يمتنع أن يغلب على ظنه بقوة الإمارات بحسب العادة قوة سلطانه، فيظهر عند ذلك ويكون قد أعلم أنه متى غلب في ظنه كذلك وجب عليه، ويكون الظن شرطا والعمل عنده معلوما، كما نقوله في تنفيذ الحكم عند شهادة الشهود، والعمل على جهات القبلة بحسب الامارات والظنون، وإن كان وجوب التنفيذ للحكم والتوجه إلى القبلة معلومين، وهذا واضح بحمد الله. وقد ورد بهذه الجملة التي ذكرناها أيضا أخبار تعضد ما قلناه، نذكر طرفا منها ليستأنس به إن شاء الله تعالى.
Français bientôt dispo
- أخبرني الحسين بن عبيدالله، عن أبي جعفر بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان النيشابوري، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن زرارة قال: إن للقائم غيبة قبل ظهوره. قلت (و) لم؟ قال: يخاف القتل.
Français bientôt dispo
- وروي أن في صاحب الامر عليه السلام سنة من موسى عليه السلام،قلت: وما هي؟ قال: دام خوفه وغيبته مع الولاة إلى أن أذن الله تعالى بنصره. ولمثل ذلك اختفى رسول الله صلى الله عليه وآله في الشعب تارة، وأخرى في الغار، وقعد أمير المؤمنين عليه السلام عن المطالبة بحقه.
Français bientôt dispo
- وروى سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن عبـدالله بن مسكان، عن محمـد بن علي الحلبي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إكتتم رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة مستخفيا خائفا خمس سنين، ليس يظهر، وعلي عليه السلام معه وخديجة، ثم أمره الله تعالى أن يصدع بما يؤمر، فظهر وأظهر أمره.
Français bientôt dispo
- سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن عبيدالله بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: مكث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة بعدما جاءه الوحي عن الله تعالى ثلاث عشرة سنة، منها ثلاث سنين مستخفيا خائفا لا يظهر حتى أمره الله تعالى أن يصدع بما يؤمر، فأظهر حينئذ الدعوة.
Français bientôt dispo
- وروى أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري، عن محمد بن سنان، عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن ضريس الكناسي، عن أبي خالد الكابلي في حديث له اختصرناه قال: سألت أبا جعفر عليه السلام أن يسمي القائم حتى أعرفه باسمه، فقال:يا أبا خالد! سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه لحرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة.
Français bientôt dispo
- وروى سعد بن عبد الله، عن جماعة من أصحابنا، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن للغلام غيبة قبل أن يقوم. قلت: ولم؟ قال: يخاف وأومأ بيده إلى بطنه. ثم قال: يا زرارة! وهو المنتظر، وهو الذي يشك الناس في ولادته، منهم من يقول: إذا مات أبوه فلا خلف (له)، ومنهم من يقول: هو حمل، ومنهم من يقول: هو غائب، ومنهم من يقول: (ما ولد ومنهم من يقول:) قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين، وهو المنتظر غير أن الله تعالى يحب أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون. قال: فقلت جعلت فداك وإن أدركت ذلك الزمان فأي شيء أعمل؟ فقال: يا زرارة،إن أدركت ذلك الزمان فادع بهذا الدعاء: اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك… إلى آخره.